أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع “إن صحت مقولة “إن “المقاومة” هي القوّة الوحيدة التي يمكننا الإتكال عليها” فعلى الدنيا السلام ليس لأننا لا نريد المقاومة وإنما لأنه لن يعود هناك من دولة وفي هذه الحال لا وجود للبنان”.
وشدد على أن “لا وجود للبنان من دون “ثورة الأرز” باعتبار أن المنحى الآخر لا علاقة له بهذا الوطن وإنما هو مرتبط بقضايا إقليميّة لا علاقة لنا بها. والمؤكد في هذه اللحظة أننا كثوار أرز باقون وسنستمر حتى إعلاء شأن الأرز فوق أي شيء آخر في هذا الوطن”.
كلام جعجع جاء خلال استقباله وفداً من مخاتير منطقة عكار ضم رئيس اتحاد روابط مخاتير عكار زاهر الكسار، رئيس رابطة مخاتير نهر الأسطوان محمود الشيخ، رئيس رابطة مخاتير الجومة محي الدين طالب، رئيس رابطة الدريب الأوسط خضر خضر، رئيس رابطة مخاتير وسط وساحل القيطع محمد طالب، رئيس رابطة مخاتير جرد القيطع، نزيه محمد، رئيس رابطة مخاتير السهل عماد العلي وحشد من المخاتير في حضور مرشح “القوّات اللبنانيّة” في عكار العميد وهبي قاطيشا، منسق منطقة عكار في الحزب جان الشدياق ومدير الحملة الإنتخابية لـ”القوّات” في عكار د. جان حنّا.
ورأى جعجع أن “قضايا عكار كثيرة وأنا لن أتناولها بالطريقة التقليديّة وإنما سأتطرق إلى نقطتين أساسيتين وهما: السياسة العامة لانه لا وجود لعكار بزوال لبنان والوضع الإنمائي والخدماتي في المنطقة، وساحاول تبديد الضبابيّة السائدة في هذه المرحلة من قبيل طرح الأمور على ما هي عليه”.
وآثر جعجع التأكيد أن “ثورة الأرز” على مستوى القاعدة الشعبيّة لا تزال كما كانت عليه عند انطلاقتها فيما نجد المتغييرات في أعلى الهرم. هناك من ترك هذه الثورة كما أن هناك من تعب من المواجهة ولكن “ثورة الأرز” لا تزال على ما هي عليه، باعتبار أنه من دونها لا وجود للبنان لأن المنحى الآخر لا علاقة له بهذا الوطن وإنما هو مرتبط بقضايا إقليميّة لا علاقة لنا بها”.
ولفت جعجع إلى أنه “يتم في الآونة الأخيرة طرح شعارات كبيرة ومن ضمنها “المقاومة”، مؤكداً أن الموجودين في القاعة هم في صلب المقاومة وأساسها، إن كان سيكون هناك من مقاومة فعليّة، اللهم لبنانيّة”، سائلاً: “ماذا سيبقى من الدولة إلى جانب ما يسمونه “المقاومة”؟” فبالأمس سمعنا في أحد الأحاديث أن القوّة الوحيدة التي من الممكن أن نتكل عليها هي “المقاومة”. وفي هذا السياق أقول: “إن صح هذا الأمر، لا سمح الله، فعلى الدنيا السلام. ليس لأننا لا نريد المقاومة وإنما لأنه لن يعود هناك من دولة”.
واستطرد جعجع: “نحن أرباب المقاومة التي لها أصولها وأساساتها وسبل القيام بها من خلال الدولة لا خارج الشرعيّة، وإن دعا داع على حدودنا الشماليّة أو الجنوبيّة أو الشرقيّة أو الغربيّة فنحن المقاومة التي ستقف بالمرصاد وستكون من خلال الدولة فقط”، مذكراً أنه “لا قيام لأي مجتمع من دون الدولة التي تسقط في حال قيام أي أمر آخر إلى جانبها، وبالتالي الإدعاء أن القوة الوحيدة التي يمكننا الإتكال عليها هي “المقاومة” هو بمثابة تأكيد أن لا وجود للدولة وفي هذه الحال، لا سمح الله، فلا وجود للبنان”.
وتابع جعجع: “إن البعض منكم يتساءل: أين هي “ثورة الأرز” وأين قوى “14 آذار”؟ أنا لا أخفي أن هناك تضعضعاً في رأس الهرم إلا أنه ولحسن الحظ هناك تماسك في أسفله، بمعنى أن كل المواطنين اللبنانيين الذين كانوا يؤيدون مبادئ “ثورة الأرز” و”14 آذار” لا يزالون حتى اليوم يؤيدون تلك المبادئ. من هنا، طالما أن هذه الأساسات صلبة وثابتة فالدنيا بالف خير مهما كان التضعضع كبيراً في رأس الهرم”، مشيراً إلى أننا “كنا لنتمنى لو أن “ثورة الأرز” استمرت على المستويين، في أسفل الهرم وأعلاه، إلا أن للظروف أحكام وهناك العديد من الأمور التي تحصل ولا يمكن للإنسان معالجتها”. وأضاف: “أؤكد لكم أننا في مطلع كل نهار نحاول معالجة التضعضع الحاصل في رأس الهرم وسننجح بذلك في نهاية المطاف، إلا أننا لا نزال في الوقت الحاضر في المكان الذي نحن فيه اليوم، الأمر الذي لا ينفي وجود “ثورة الأرز” التي يؤمن بها أكثريّة المواطنين إلا أنه لا يترجم تمنياتهم في الوقت الحاضر وذلك للأسباب المعروفة”.
وشدد جعجع على أن “ثورة الأرز” وجدت وستستمر حتى تحقيق كامل أهدافها عبر قيام دولة فعليّة يتم في كنفها القيام بكل ما يجب القيام به”، مشيراً إلى أنه “لا يعرف لماذا البعض في لبنان يحاولون إجبارنا على الإعتقاد بأن لا أمل من الدولة اللبنانيّة التي من غير الممكن أن تصبح دولة قويّة”. وأضاف: “إن قيام الدويلات على جوانب الدولة هو سبب انتفاء الأمل من إمكان تقوية هذه الدولة فعندما تنكفئ الدويلات تظهر القوّة الفعليّة للدولة وهذا ما حصل عندما أتيح للجيش اللبنانيّ، وللمرّة الأولى والوحيدة، القتال في جرود رأس بعلبك”.
وتابع: “الجميع شاهد ما حصل وكيف أن الحرب كانت سريعة جداً، حاسمةً جداً ونظيفة جداً ولكن للأسف فقد سلبوا الجيش جهوده قبيل انتهاء العمليّة العسكريّة واستثمروها من أجل مصالح غير لبنانيّة”، مشدداً على أن “المؤكد في هذه اللحظة أننا باقون كثوار أرز وسنستمر حتى إعلاء شأن الأرز فوق أي أمر آخر في هذا الوطن. لذلك اطمئنوا فنحن على هذه المبادئ باقون ومستمرون مهما كبرت الصعوبات أمامنا”.
وتطرّق جعجع إلى الوضع الإنمائي والخدماتي في منطقة عكار، فقال: “إن الجميع يعلم أن الخدمات والإنماء مسائل تراكميّة، لذلك أنا لن أعدكم بأي شيء إلا أن وعدي الوحيد لكم هو أن أداءنا في عكار سيكون كما كان في قضاء بشري اللهم إن أعطيتمونا شرف تمثيلكم كي نتمكن من القيام بذلك”، مشيراً إلى أننا “لا نتكلم من فراغ باعتبار أن لدينا تجارب واضحة والجميع شهد على أداء نوابنا، وفي هذا الإطار أحيي جميع وزراء ونواب “القوّات اللبنانيّة” على أدائهم الذي يترك الأمل في نفوس الكثير من اللبنانيين على إمكان قيام دولة فعليّة في لبنان لا يعتريها الفساد ويقودها أناس شرفاء مستقيمون ويقومون بواجبهم على أكمل وجه ممكن”.