أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “تكتل “الجمهوريّة القويّة” باستثناء النائب المنتخب قيصر المعلوف، قرّر أن يصوّت بورقة بيضاء في انتخابات رئيس مجلس النواب اسمراراً لموقف الحزب التاريخي في هذه المسألة”، مشيراً إلى أن “الجميع يعلم مدى احترامنا للرئيس نبيه بري وتناغمنا معه في العديد من المواقف لذلك ورقتنا البيضاء ليست في وجه الرئيس بري بقدر ما هي تعبّر عن موقفنا الاستراتيجي”.
كما أعلن جعجع استمرار التكتل في ترشيح النائب المنتخب أنيس نصار لمنصب نائب رئيس لمجلس النواب، داعياً جميع الكتل النيابيّة الأخرى إلى التصويت لنصار انطلاقاً مما يمثله على المستوى السياسي.
وأوضح أنه بعدما وضع أعضاء التكتل باجواء اللقاء الأخير الذي عقده مع الرئيس سعد الحريري قرّر التكتل بالإجتماع تسميّة الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة العتيدة.
كلام جعجع جاء عقب اجتماع تكتل “الجمهوريّة القويّة”، في معراب، برئاسته وحضور، النواب: جورج عدوان، ستريدا جعجع، طوني زهرا، فادي كرم وجوزيف المعلوف، النواب المنتخبون: جورج عقيص، وهبي قاطيشا، جوزف اسحق، فادي سعد، زياد الحواط، شوقي الدكاش، ماجد إيدي أبي اللمع، أنيس نصار، عماد واكيم، جان طالوزيان، قيصر المعلوف، أنطوان حبشي، الوزيران السابقان: طوني كرم وجو سركيس، رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب “القوّات” شارل جبور. وغاب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني، وزير الإعلام ملحم الرياشي ووزير الشؤون الإجتماعيّة بيار بو عاصي بسبب مشاركتهم في جلسة مجلس الوزراء والنائبان أنطوان أبو خاطر وشانت جنجنيان بداعي السفر.
وإذ تطرّق إلى قضيّة القانون رقم 10 الذي اصدره بشار الأسد خلال الأسبوع المنصرم والذي ينص على مصادرة أملاك جميع النازحين السوريين، وصف جعجع “هذا القانون بالخطير جداً ولا سيما أنه يدفع باتجاه إبقاء النازحين السوريين في لبنان باعتبار أنه عندما تصادر أملاك المواطن في سوريا فلن يعود هناك من سبب يدفعه للعودة إلى بلاده”. وأكّد أن “هذا الموضوع يشكل خطورة قصوى لنا في لبنان والدول المضيفة لنازحين سوريين لذلك نطلب من الحكومة اللبنانيّة، وبأسرع وقت ممكن ولو أصبحت حكومة تصريف أعمال، تكليف وزير الخارجيّة اللبنانيّة جبران باسيل القيام بكل الإتصالات اللازمة مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي لكي يصدر قراراً ملزماً تحت الفصل السابع من أجل الطلب من الدولة السوريّة العودة عن القانون 10 حتى لو كان هذا القانون سيادياً في ما يتعلّق الدول إلا أن مفاعيله تتخطى سيادة الدولة المعنيّة إذا ما سلمنا جدلاً بوجود دولة في سوريا، الأمر الذي يتناقض مع الواقع القائم في ظل انتشار أكثر من 4 أو 5 جيوش أجنبيّة على أراضيها”.
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك من تنسيق بين تكتل “الجمهوريّة القويّة” وتكتل “لبنان القوي” بشأن التصويت بورقة بيضاء في انتخابات رئاسة مجلس النواب رغم الهجوم الذي شنّه الوزير باسيل على “القوّات اللبنانيّة” مؤخراً، قال جعجع: “في ما يتعلّق بهجوم الوزير باسيل فهذه مسألة من يوميات العمل السياسيّ لديه إلا أنه لم يجر أي تنسيق بين “التيار الوطني الحر” وبيننا لجهة التصويت بورقة بيضاء”، لافتاً إلى أنه نمي إليه ان “التيار” يذهب باتجاه التصويت لصالح الرئيس بري.
وعن عدد الوزراء الذي يطالب بهم حزب “القوّات اللبنانيّة” في الحكومة العتيدة، قال جعجع ممازحاً: “نطالب بـ10 وزراء”، مجدداً التأكيد أن “القوّات” لا تصرّ على أي حقيبة بحد ذاتها وما يهمها هو بالدرجة الاولى شكل ونوعيّة الحكومة الجديدة باعتبار أن البلاد لا تحتمل الإستمرار بالواقع الحالي في ظل الأوضاع المعيشيّة والإقتصاديّة الراهنة المتردية، ما يتطلب منا عمليّة انقاذ سريعة تكون عبر حكومة جديدة بكل ما لكلمة جديدة من معنى أي من خلال وجوهها وتوزير حقائبها فضلاً عن الطريقة التي تنتهجها في إدارة البلاد ومقاربة القضايا الملحة وهذا كان موضوع الجلسة الأولى التي جمعتني بالرئيس الحريري فالجميع يعلم أن قوام الإقتصاد هي الثقة وبالتالي إن كانت الحكومة العتيدة كناية عن استمراريّة للحكومة الماضيّة فلا ثقة في الدولة وبالتالي سنخسر على المستويين الداخلي والخارجي ولهذا السبب المسألة أبعد من عدد وزراء “القوّات” أو الحقائب التي تطالب بها وإنما هي عضويّة مرتبطة بهويّة الحكومة العتيدة وفي طريقة تركيبها ونهجها في العمل”.
وعما إذا كان سيؤثر قرار التكتل بوضع ورقة بيضاء في انتخابات رئاسة المجلس على عمل النواب في المستقبل في هذا المجلس، قال: “لقد اعتدنا على الرئيس بري من 12 عاماً على التصرّف كرجل دولة في مجلس النواب وخارجه وبالتالي لا أعتقد أن هذا القرار سيؤثر على أي شيء خصوصاً أنه ليس بقرار مستجد بالنسبة لنا”.