أكّد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال الكلمة التي ألقاها من معراب عشية انعقاد الجلسة التشريعية في مجلس النواب “أن الشراكة الوطنية هي فوق كل اعتبار، هذا شعار استهلّينا به يومنا واختتمناه عليه، فكان اليوم انتصارٌ للجميع، تحديداً للروح الوطنية اللبنانية الجامعة، هو انتصار للروح التي رافقت ملايين اللبنانيين في 14 آذار 2005، كان انتصاراً للمبادئ التي طالما نادى بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي جسّدها في هذا اليوم بالذات خير تجسيد الرئيس سعد الحريري”.
وشرح رئيس القوات حيثيات الأمور، فقال:” ما كان مطروحاً هو عقد جلسة تشريعية للضرورة، وهذا أمر صحيح، فالقوانين المالية المدرجة على جدول أعمالها هي فعلاً للضرورة ونحن منذ البداية لم يكن لدينا أي مشكلة تجاهها، بل أن العقدة الأساسية كانت تكمن في عدم إدراج قانونين هما قانون استعادة الجنسية وقانون انتخابات جديد، اللذان طُرحا منذ سنوات دون أن يلقيا تجاوباً حيالهما”.
وشدد على ان “قانون الانتخابات بات ملحّاً جداً بخلاف ما حاول البعض تسويقه، باعتبار أن موعد الاستحقاق الانتخابي بات على مقربة عام ونصف من اليوم، وبالتالي إذا لم نبدأ منذ الآن بالتوافق على قانون انتخابي جديد،، فمتى يحصل ذلك؟ وانطلاقاً من هنا حصل التواصل والتشاور مع كل الكتل النيابية من أجل إدراج هذين القانونين على جدول الأعمال باعتبار أنه لا يوجد 14 و8 آذار في هذا الشأن، وبعد كل الاتصالات التي حصلت جاء إنقاذ الموقف من قبل الرئيس سعد الحريري، بعد أن كنّا وصلنا بالأمس وحتى اليوم صباحاً الى وضع شبه مقفل كان سيستدعي منا خطوات أخرى، ولكن من خلال تفاهم كامل بيننا وبين تيار المستقبل، وبعد الاتفاق الذي كنا أجريناه مع التيار الوطني الحر، عولج الأمر”.
وأضاف:” لقد اتفقنا مع تيار المستقبل على التصويت في جلسة الغد لصالح قانون استعادة الجنسية وبالتالي سيُقر عملياً أحد القانونين المطروحين بإذن الله على خلفية نيله الأكثرية النيابية من القوات والتيار والمستقبل الى جانب قوى 14 آذار وكتل أخرى…”
ولفت جعجع الى أنه “بقي بعض التعقيدات حول مشروع قانون الانتخاب، ولكن الرئيس الحريري أكّد اليوم، وكما جاء في بيان له، التزام كتلة المستقبل بعدم حضور أي جلسة تشريعية تلي الجلستين المقررتين إلا اذا كان على رأس جدول أعمالها قانون انتخابات جديد لبحثه ومناقشته حتى إقراره، وهكذا نكون قد أمنّا أكثرية نيابية قوامها تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية بالإضافة الى مستقلين من 14 آذار وبعض الأطراف السياسية للتوصُل الى قانون انتخابي جديد في أقرب وقت ممكن”.
واذ أعلن ان “كتلة القوات اللبنانية ستشارك في الجلسة التشريعية غداً للتصويت على القوانين المالية وقانون استعادة الجنسية من أجل التحضير لقانون انتخابات نيابية جديد”، هنّأ جعجع الشعب اللبناني على ما حصل اليوم “لأنه عمل ديمقراطي ولو كنتُ أتمنى منذ اللحظة الأولى عدم الوصول الى هذا التصعيد لتعود الأمور وتُحلّ، فالقانونان المطروحان شاملان ولا يخصا حزباً أو منطقة أو فئة بحدّ ذاتها”.
وختم جعجع كلمته بالتنويه بالعمل المشترك والتعاون بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية “الذي أسفر عن النتيجة التي شهدناها اليوم، وكذلك أذكرُ صديقي ورفيق النضال الرئيس سعد الحريري، بالرغم من بعض العثرات التي تعترضنا في بعض الأوقات، على تصرفه اليوم”، آملاً “الاستمرار بالتعاون بين الجميع لنتمكن من معالجة كل المشاكل التي يعاني منها البلد، فهنيئاً للبنانيين بقانون استعادة الجنسية، وبعد وقت ليس ببعيد سأهنئهم على قانون انتخابي جديد تحضيراً لانتخابات نيابية جديدة، وأتمنى ان شاء الله، ولو أنني لا أستطيع تحديد الوقت، تهنئة الشعب بانتخاب رئيس جديد للجمهورية”.