أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “هناك بعض لا يهمه إن كانت ستتألف الحكومة أم لا بقدر ما يهمه ما هو حجم تمثيل “القوّات” فيها باعتبار أن “القوّات” حصرمة في أعينهم ولا يهمهم من كل ما يحصل سوى إظهاره على أنه خاسر إلا ان كل هذه الأجواء التي تشاع غير صحيحة إطلاقاً“.
ولفت إلى أن الوزير ملحم الرياشي نقل له تحيات الرئيس المكلف سعد الحريري وأن “القوّات” هي زينة الحكومة وبالتالي سنستمر بالمشاورات من أجل تذليل النقاط التي لا تزال عالقة من أجل الوصول إلى تأليف الحكومة بأقرب وقت ممكن“.
جعجع، وفي حديث لـ“لبنان الحر“، أوضح أن “ما جرى هو أن حزب “القوّات اللبنانيّة” أعطاه الشعب انتصار كبير في الإنتخابات النيابيّة الأخيرة ولا يمكن لأحد أن يقوضها عن الحجم الذي أعطاها إياه الناس وهذا ما نشهده اليوم على مستوى الحكومة تماماً لذا لا يمكنني أن أجد أي تفسير للحملة التي تقوم بها بعض الصحافة الصفراء والوجوه الصفر سوى أنها كمن يحاول التخفيف من ربح أو حجم أو إندفاعة خصمه عبر بث ونشر الأخبار الملفقة والشائعات“، مشدداً على أنه “يضحك كثيراً من يضحك أخيراً وحال ما سيتم الإنتهاء من تأليف الحكومة نحن مستعدون للقيام بمقارنة بين ما كنا نطرحه وما كان يطرحه الآخرون وما أنجز وما تحققه منه“.
ورداً على سؤال عن الأجواء التي تشير إلى أنه محاصر وفي موقع حرج وأمامه خيارين إما الدخول إلى الحكومة بما عرض عليه أو الخروج منها، اجاب جعجع: “هذه الأجواء لا تمت للصحة بصلة والمفاوضات والمشاورات مستمرّة ليل نهار مع الرئيس المكلف سعد الحريري بغية الوصول في أقرب وقت ممكن، إن شاء الله، إلى تشكيل الحكومة ولا أخفي أن هناك عدد من النقاط لم يتم التوصل إلى حل نهائي بشأنها إلا أننا نستمر بالعمل مع الرئيس المكلف من أجل حلّها“.
وعن الرسالة التي نقلها له الوزير ملحم الرياشي بعد اجتماعه بالأمس بالرئيس المكلف، قال جعجع: “نقل لي تحيات الرئيس الحريري وأنه مهما حصل فإن “القوّات” هي زينة الحكومة وبالتالي سنستمر بالمشاورات من أجل تذليل النقاط التي لا تزال عالقة من أجل الوصول إلى تأليف الحكومة بأقرب وقت ممكن“.
أما عما إذا كان يستطيع التأكيد للناس أن لا حكومة من دون “القوّات“، ردّ قائلاً: “هذا رأيي الشخصي وعلى ما أرى أن أكثريّة الفرقاء على الساحة اللبنانيّة لديهم رغبة في أن تشارك “القوّات” في الحكومة إلا أن هناك بعض الوجوه الصفر التي لا ترغب بذلك وهذه التمنيات عائدة لهم ونحن لا دخل لنا فيها“.
وعما إذا تم التفاهم مع وزير الخارجيّة جبران باسيل على حجم تمثيل “القوّات” ونوعيّة الحقائب التي ستتولاها في الحكومة العتيدة، أكّد جعجع أن “هذا الأمر لم يحصل واللقاء مع الوزير باسيل جاء في سياق الجو المتفجّر الذي خُلِقَ وشَوَّش على المصالحة و“تفاهم معراب“. وهناك أصدقاء مشتركون عقدوا على مدى الأسابيع المنصرمة لقاءات متتاليّة معي ومع الوزير باسيل لتهدئة الأوضاع وإعادة بث الجو الصحي في المجتمع على الأقل إلا أن الأمور السياسيّة فلها بحث آخر. ولقد أتت زيارة الوزير الرياشي برفقة النائب ابراهيم كنعان للوزير باسيل في هذا الإطار تحديداً وليس في أي سياق آخر حيث لم يتم التطرق إلى موضوع تشكيل الحكومة باعتبار أننا نقوم بالتداول فيه مع الرئيس المكلف منذ اللحظة الأولى“.
وآثر جعجع التكتم الشديد على العرض الذي تلقاه في ما خص حجم “القوّات” التمثيلي في الحكومة، قائلاً: “سيكون لنا كلام مسهب جداً في هذا الخصوص بعد تأليف الحكومة“.
وعما إذا كان يتوقع حصول عرقلة في عمليّة إقرار البيان الوزاري كما حصل في مسألة التأليف، قال جعجع: “لا أحب استعمال كلمة عرقلة إلا أن البيان الوزاري سيكون دقيق جداً ويتطلّب العمل بدقّة كبيرة ولذلك أتوقع أن يستغرق العمل على إقراره بعض الوقت“.
ولفت جعجع إلى أنه من الممكن أن يزور قصر بعبدا بوقت قريب “تبعاً للتطورات والضرورات“، وقال: “علاقتي مع الرئيس العماد ميشال عون مستمرّة على ما هي عليه منذ بداية العهد حتى الآن فنحن لم نعمل في أي لحظة من اللحظات على عرقلة العهد وإنما لدينا مبادئ ومقاربة معيّنة وهي التي تحكم كل تحركاتنا وخطواتنا لا أكثر ولا أقل فنحن نعتبر هذا العهد أنه عهدنا وبالتالي كل عملنا هو من أجل أن يكون من الأنجح في تاريخ لبنان“.