أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “الرئيس سعد الحريري لن يحرج ولن يرحل وإن ظن البعض أنهم بإحراجه يمكنه إخراجه فهم مخطئون”، مشراً إلى أن “هناك جو جديد لدى “حزب الله” لا يحزنني إلا أنني لا أجد له تفسيراً عضوياً، فمنذ 4 أشهر وكأن الحزب بدأ يرتد أكثر فاكثر إلى الداخل مع الأخذ بعين الإعتبار الخرقين الذين حصلا لهذا الجو العام عبر الإجتماع المصوّر بالحوثيين وهجوم السيد حسن نصرالله على السعوديّة، ونحن ننتظر لنرى إلى أين سيودي هذا الجو لذا لن أستعجل بالإستنتاجات فربما سببه مواقف تكتيّة لا أكثر”.
جعجع، وفي مقابلة تلفزيونيّة ضمن برنامج “بموضوعيّة” عبر الـ”mtv”، سأل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن “أين تكمن المصلحة اللبنانيّة برأيه في الهجوم على السعوديّة” باعتبار أن كل خطوة نقوم بها يجب أن تقاس حتماً بالإستناد إلى هذه المصلحة. وأوضح إلى أن “موقف “حزب الله” من مسألة إدارة الدولة والفساد لافت لذا نحن نلتقي معهم في المسائل التي نلتقي فيها لا أكثر”.
وتابع: “في لقاءاتي مع الرئيس نبيه بري كان يقول لي دائماً إن “حزب الله” ليس بعيداً عن نظرتنا للدولة ويدعوني لفتح الحوار معهم إلا أن الرد هو أننا لا نلتقي بالنظرة الكبيرة للبنان وهذا هو السبب الأساس في عدم حصول أي حوار مباشر”.
وكان قد استهل جعجع المقابلة، بالقول: “لدى سماعي المقدّمة عن ذكرى انتخاب الشيخ بشير عاد بي الزمن إلى 22 آب 1982 حيث كان الحلم كبيراً إلا أنه لم يكن مبنياً على لا شيء ولو لم تتدخل يد الغدر والإجرام، التي تحاول قتل أي شخص جيّد في لبنان، واغتالت الشيخ بشير لكنا اليوم في مسار آخر تماماً والبذور التي زرعها الشيخ بشير لا تزال مستمرة اليوم وفي طريقها كي تزهر فما نقوم به اليوم يأتي في هذا الإطار حيث لا بد أن تكبر بقعة الزيت التي شكلناها عبر أدائنا الوزاري لتطال جميع أنحاء الدولة”.
أما عن مسألة عرقلة تأليف الحكومة، فقد أكّد جعجع أننا “لسنا من معرقلي التأليف”، وقال: “البعض يطرح نظريات أن هناك تدخلات أجنبيّة وإقليميّة تعمل لعرقلة التأليف فيما المشكلة تكمن في سياسة الـ”دكنجيّة” التي يعتمدها البعض إزاء حصة “القوّات اللبنانيّة” و”الحزب التقدمي الإشتراكي”. والعقد التي نشهدها اليوم أسهل من تلك التي كنا نشهدها سابقاً في تأليف الحكومات فالقضيّة محليّة تتمحور فقط حول وجود “القوّات” و”الإشتراكي” في الحكومة”.
وتابع: “من يعرقلون تأليف الحكومة لن يتمكنوا من العرقلة لمدّة طويلة باعتبار أن الأكثريّة في لبنان تريد التأليف وتبعاً للشروط التي يضعها الرئيس الحريري، لذا لا أعتقد أن المسألة ستطول لأن العقدة ليست كبيرة وبمجرد القبول بتمثيل “القوّات” و”الإشتراكي” تبعاً لحجميهما فستتألف الحكومة فوراً”.
أما بالنسبة لمسألة تمثيل “القوّات”، فقد شدد جعجع على أن “تفاهم معراب” يعطي لـ”القوّات” وحلفائها 6 مقاعد إلا أن هناك من لا يريد الالتزام به كما أن حجم “القوّات” بحسب الوزير جبران باسيل هو 31% وهذا ما يعني أن حصتها يجب أن تكون 5 وزراء إلا أن الوزير باسيل لا يرضى بهذا الأمر أيضاً ويعرقل التأليف بالإستعانة بتوقيع الرئيس”.
وأشار إلى أنه “إذا ما أردنا الإستناد إلى المسألة الحسابيّة لكل 4 نواب وزير فهنا يجب ألا نغفل أن تكتل “لبنان القوي” هو تكتل العهد وقد خاض الإنتخابات على هذا الأساس وحصته 7 وزراء فيما نحن نحصل على 4 وزراء ويتم تقسيم البقيّة على الأفرقاء إلا أنهم يريدون تطبيق هذه المعادلة على “القوّات” حصراً ويرفضون أن عدد نواب “التيار الوطني الحر” هو 17 أو 18 نائباً فيما تكتل “لبنان القوي” هو تكتل العهد وبذلك تكون حصته هي حصّة “التيار” والعهد.
ورداً على ما يشاع عن تنازل “القوّات” عن مطالبها، قال جعجع: “في حصة من 4 وزراء يجب أن يكون ضمنها وزير دولة إلا أن الرئيس الحريري عرض علينا أن يكون لنا 4 حقائب كبيرة من أجل التخلي عن الحقيبة السياديّة ونحن قبلنا من أجل تسهيل التأليف إلا أنهم لم يقبلوا بإعطائنا 4 حقائب”.
وتابع: “أنا لا أوافق الرئيس ميشال عون في أن معركة الرئاسة فتحت ولا أحد يحاول تحجيم الوزير باسيل وإنما العكس تماماً هو من يحاول تحجيم الآخرين. وفي هذا هذا الأمر أستذكر دائماً مقولة البطريرك مار نصرالله صفير في أن الطائف أعطانا 64 نائباً ونريد 64 نائباً ونحن نقول الإنتخابات أعطتنا 5 وزراء ونريد 5 وزراء أو ما يوازيهم فالتمثيل الصحيح يكمن باعطار 8 وزراء لتكتل العهد، 5 لـ”القوّات” ووزير لكل من “الكتائب اللبنانيّة” و”المردة” باعتبار أن هذه هي الأحجام على ارض الواقع فلماذا التذاكي والتشاطر؟”.
واستطرد: “إن أكثرية الفرقاء الرئيسيين في البلاد يعون خطورة الوضع في المنطقة ويتمسكون بالتسوية الرئاسيّة وهذا ما أعرفه عن “تيار المستقبل”، “الحزب التقدمي الإشتراكي” والرئيس بري وما يمثله ولكن هناك فئة لا تجيد سوى لعبة “الدكنجيّة”.
واشار إلى أن “الوزير باسيل يحاول تحجيم “القوّات” ومطالبته بـ11 وزيراً وبالمقابل تصحل “القوّات” على 4 أمر غير منطقي باعتبار أنه لا يبقى مكان لذا ما يحصل يذكرني بالدجاجة التي تجلس على بيضها ليفقص وبعدها تبدأ بأكله باعتبار أن الرئيس القوي هو من أجل لبنان وطناً قوياً وليس كي يستقوي علينا عبر القضم من حصص الآخرين”.
وقال: “نحن نتماهى مع الرئيس في كل السياسات الوطنيّة العريضة ورئيس الجمهوريّة هو رئيس الجميع وليس رئيساً لـ”التيار الوطني الحر” إلا أنهم بأدائهم هذا يقومون بتقويضه ليكون رئيس حزب صغير بدل أن يكون رئيس لبنان الكبير وفي هذا الإطار نحن ندعو إلى لتفاهم بين الجميع فرئيس الدولة هو رئيس الدولة ورئيس “التيار” هو رئيس “التيار” ويجب عدم الخلط بين الإثنين”.
وأكّد جعجع أن “الخلاف الحاصل اليوم بين “القوّات” و”التيار” لم ينعكس سلباً على الشارع وهذا هو جوهر “تفاهم معراب” الذي لا يزال مستمراً فبعيداً عن “الحدادة والبويا”، منذ طفولتي كانوا يقولون “الماروني لا يتنازل لماروني آخر” إلا أنه هناك مارونياً تنازل فعلياً لماروني آخر”.
وتابع: “الناس لا يشعرون بمدى الصعوبة التي كانت تواجه وصول الرئيس عون إلى سدّة الرئاسة لذا ساذكرهم بأن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند كان قد هنأ في اتصال هاتفي الوزير السابق سليمان فرنجيّة كما أن الولايات المتحدة والسعوديّة كانتا مع فرنجيّة إلا أن هذا كله انقلب رأساً على عقب مع الخطوة التي قمنا بها”.
واستطرد: “في ما يتعلّق بأمور الدولةفنحن نتعاطي مع الرئيس عون أما في المسائل الحزبيّة فتعاطينا مع الوزير باسيل إلا أن المشكلة عندما تخلط الأمور ببعضها، فنحن أكثر حزب جمهوري وبادائه يقوّي العهد إلا أنه من الحرام أن يتحوّل عهد الرئيس عون إلى ما تحوّل إليه فرئيس الجمهوريّة يجب أن يرى الجميع بشكل متساو فهو رئيسنا جميعاً”.
وشدد جعجع على انه “غير نادم أبداً على “تفاهم معراب” الذي سببه الأساس هو إزالة التوتر من الشارع، فلم يكن من الممكن أن تتم المصالحة من دون الخطوة التي قمنا بها لذا “تفاهم معراب” لم ولن يسقط والخلاف اليوم هو في تأليف الحكومة أما في الأمور الأخرى فسنكمل”، مشيراً إلى ان “المنافسة مشروعة في السياسة إلا أنها لا تكون عبر إغلاق الطريق على بعضنا البعض وإنما عبر انتقاء أفضل الوزراء من أجل تحسين الأداء وهذا هو نهجنا وهكذا فزنا في الإنتخابات النيابيّة.
أما بالنسبة لما يشاع عن أن “حزب الله” لا يقبل في أن تحصل “القوّات” على حقيبة سياديّة، فقد لفت جعجع إلى أن “لا مشكلة لدى الحزب في ذلك والأمر منوط حصراً بتفاهم الرئيس المكلف ورئيس الجمهوريّة على هذا الأمر، فهم شاهدوا أداء وزراء القوّات كرجال دولة وإن كان هناك وزير خارجيّة قواتي فهو سيعمل بحسب توجهات الحكومة وليس حزب “القوّات اللبنانيّة” وهم يدركون ذلك”.
وسأل: “لماذا يقوم الوزير باسيل باغلاق الطريق أمامنا من أجل منعنا من الوصول إلى حقيبة سياديّة فنحن حصتنا هي ثلث الحصة المسيحيّة أو ما يوازيها”، مؤكداً أن “تأليف الحكومة من دون “القوّات” ليس وارداً إطلاقاً لأن أغلبيّة الفرقاء السياسيين اللبنانيين يقولون اليوم إن حكومة من دون “القوّات” لا يمكن أن تؤلف وهذا ليس لأننا أبطال وإنما بسبب أدائنا في الحكومة كما ان الدول المانحة في “Cedre” يطمئنها وجودنا وأصبح هناك قناعة لدى الرئيس الحريري أن الحكومة من دون “القوّات” لا توازن سياسي فيها أما بالنسبة لباقي الدول فهي تريد توازناً في حسن إدارة الدولة و”القوّات” وحدها قادرة على تأمينه”.
ورداً على سؤال عما يشاع عن تصويب “القوّات” على أداء وزراء “التيار”، قال جعجع: “هذا القول غير صحيح نحن صوّبنا على أداء وزير واحد في مسألة واحدة وأذكر بأن الوزير سيزار أبي خليل قد تمكن من إقرار مراسيم النفط في الحكومة ولم نعترض عليها إلا أن “البواخر” فلم ولن تمر ونحن لسنا الوحيدين المعترضين عليها. وعلى سبيل المثال نحن اعترضنا على مناقصة الميكانيك والوزير من “تيار المستقبل” فهل يقال إننا نعترض على أداء “المستقبل”؟ هذا غير صحيح نحن نقيّم كل ملف لملفه بمعزل عن انتماء الوزير السياسي”.
وشدد جعجع على أن “القوّات” لم تؤيد أي طرح لمجابهة “العهد” إلا أن هناك تلاقي في المصالح حاصل بينها وبين “الحزب الإشتراكي” و”تيار المستقبل” والرئيس بري في مسألة تأليف الحكومة”.
وتابع: “نحن تجمعنا علاقة مودة مع المير طلال إرسلان ولم تشب يوماً أي شائبة ومع تقديرنا له إلا أن “الحزب الإشتراكي” يمثل قرابة 80% من الصوت الدرزي فيما المير ارسلان يمثل قرابة 20% لذلك يجوز الوجهان في مسألة التمثيل الدرزي، كما أن سنة “8 آذار” يمثلون قرابة 27% إلا أن الباقي فلـ”تيار مستقبل” وهؤلاء مجموعة متمايزة في السياسة ولا يشكلون القوّة التي تفرض تمثيلهم.
وفي موضوع الكهرباء، قال جعجع: “عندما عرضت مسألة استئجار البواخر على طاولة مجلس الوزراء أجبرنا للتعمق أكثر في ملف الكهرباء من أجل اتخاذ الموقف المناسب ووجدنا أن “استئجار البواخر” هي فضيحة العصر. نحن بحاجة لـ1000 ميغاواط و”Siemens” تمكنت من بناء معامل في مصر خلال سنة واحدة لتأمين 15000 ميغاواط وعندما يتغاضى الوزير عن كل الحلول المطروحة من أجل التشدد في مسألة استئجار البواخر فهذا يطرح التساؤلات فالخلاف على استئجار البواخر عمره سنتين ولو تم اللجوء إلى بناء المعامل لكنا اليوم قد انتهينا من تشييدها. عندما يكون الوزير لا يريد الإستماع لك لا يمكنك القيام بأي أمر سوى وقف الأمور السلبية التي يريد القيام بها ولكنك لا يمكنك إجباره على القيام بأمور إيجابيّة”.
وتابع: “الوزير باسيل ممسك بهذا الملف منذ 15 عاماً ولم يحرز أي تقدم فلماذا يستمر بالتمسك به؟ إذا تم حل موضوع الكهرباء الذي يتطلب سنتين فقط يمكن أن نوفّر على الدولة ملياري دولار الأمر الكفيل في تحويل الحركة الإقتصاديّة من التراجع إلى التقدّم. الوزير باسيل يدعي أنهم يعرقلونه لذلك أنا أدعوه لرمي الملف في وجه المعرقلين لنرى ما يمكنهم القيام به وإن لم ينجزوا فسنحاسبهم بالشكل نفسه الذي نحاسب “التيار” به.
وعما أشيع عن الإتصال الذي جرى بين الرئيس عون وبشار الأسد، قال جعجع: “من منطلق محبّة لا أكثر أنا لا أرضى أن يتكلم الرئيس عون مع بشار الأسد إذ لا داع لهذا الأمر ولا مبرّر له. صحيح أن هناك نظريات قائلة إنه يجب تطبيع العلاقات مع الحكومة السوريّة من أجل تسهيل عودة النازحين ولكن لا وجود لدولة في سوريا أو حكومة هناك فنحن نعترف بالدولة السوريّة إلا أن السؤال هل بشار الأسد هو من يمثل الدولة السوريّة؟ وإن زار الرئيس عون سوريا والتقى بشار الأسد فماذا يمكن أن تسهل هذه الزيارة في ملف عودة النازحين؟”.
واستطرد: “البعض يهول بأنه إن لم نتواصل مع الحكومة السوريّة فلن يسمحوا لنا بتمرير البضائع إلا أنه في هذه الحال يجب بدل الذهاب إلى التطبيع طوعاً أن نمنع دخول الشاحنات السوريّة إلى لبنان. إن موقف بعض الأفرقاء في هذه المسألة يذكرني بالمقولة إن الرئيس الراحل رحمه الله حافظ الأسد “أسد في لبنان وأرنب في الجولان” فهم أسود في لبنان وأرانب في سوريا”.
وشدد جعجع على ان “هناك عدد كبير من اللبنانيين الرافضين للتواصل مع النظام السوري وهنا أسأل في حال حصول الإتصال بين الرئيس عون وبشار الأسد فهل سأل عون الأسد لماذا أرسل ميشال سماحة ومعه المتفجرات ليفجّر لبنان؟”. وقال: “كي نقوم بالتطبيع مع سوريا يجب أن ننتظر مجيء حكومة شرعيّة تمثل الشعب فسوريا دولة جارة ونريد أفضل العلاقات معها، كما يجب أن ننتهز هذه الفرصة من أجل أن نوقف سياسة “البلطجة” التي كان يمارسها نظام الأسد على لبنان”.
اما عن مأخذ البعض على الرئيس المكلف عدم تقديمه أي مسودة للرئيس عون، قال جعجع: “البعض في لبنان يدفع الآخرين لكي لا يكونوا “أوادم” فأنا نصحت الرئيس الحريري بتقديم مسودة لرئيس الجمهوريّة إلا أنه رفض القيام بذلك قبل التفاهم مع الرئيس. وهذا ما يدل على طريقة تعاطي الرئيس الحريري مع مسألة التأليف وفي هذا الإطار أنا أثمن له طول باله فأنا لو كنت مكانه لكنت قدّمت مسودة لذا أدعو الرئيس الحريري لتقديم مسودة تشكيلة للرئيس في حال استمرار الأمور على ما هي عليه إلا أنني أعتقد أنه لن يتم الموافقة عليها من قبل عون”.
ورداً على سؤال عن قول الوزير فرنجيّة “سنرى إن كانت “القوّات” ستتحمل “التيار” أكثر من ما تحملناهم”، قال جعجع: “يا بيك، سنحاول بكل قوانا تحملهم أكثر منكم”، لافتاً إلى أننا “نعمل على إزالة الرواسب في العلاقة مع “تيار المردة” بغض النظر عن الإختلاف السياسي بيننا”.
وعن اتهام “القوّات” بأنها أصبحت الممثل الأول للسعوديّة في لبنان بدل “المستقبل” وطريق الحج أصبحت تمر في معراب، لفت جعجع إلى أن “علاقة الرئيس سعد الحريري مع السعوديين معروفة وما جرى لا يعرفه أحد لذا يجب ألا نستغل واقعة معيّنة من أجل مآرب سياسيّة أخرى. والحساسيّة مع الرئيس الحريري كانت بسبب السياسة بأكملها إلا أنها زالت ولا أعرف إن كان سببها هو أو بعض المحيطين به. أما بالنسبة للمملكة العربيّة السعوديّة فلديها أصدقاء متجزرين في لبنان وأنا لست حليفها الأول وإنما من بين هؤلاء الأصدقاء. أما في مسألة “تأشيرات المجاملة” فقد نلنا في الإنتخابات النيابيّة عدداً كبيراً من الأصوات السنيّة وهؤلاء شأنهم شأن رفاقنا وجل ما قمنا به هو أننا تابعنا أمورهم وحصلنا على جزء منها لا أكثر ولا أقل. التسهيلات كانت هذه السنة كما سابقاتها للرئيس الحريري ونحن أتينا عاملاً إضافياً”.
وعن الحملة التي يتعرّض لها وزير الصحة غسان حاصباني، قال جعجع: “ما هي المخالفات التي حصلت في وزارة الصحة؟ وماذا تبين معهم في التحقيقات؟ نحن أقول ما تبين معنا في ملف البواخر، لذا الحملة سياسيّة بامتياز ولا أسس لها وهذا ما تبين بعد التحقيقات”.
وتطرّق جعجع إلى المتغيرات الإقليميّة، وقال: “لا دولة سوريّة تمثل الشعب السوري والجميع يدركون الإنقسام الحاصل هناك فدول العالم لا تساعد في إعادة الإعمار بانتظار الحل السياسي لأن لا سلطة معترف فيها هناك. إن خروج القوّات الإيرانية من سوريا سيرافقه خروج بشار الأسد فمن دون القوّات والميلشيات الإيرانيّة في سوريا الوضع سينقلب رأساً على عقب لأنهم هم من غيّروا الواقع على الأرض وخروجهم يمكن أن يودي بسقوط النظام خلال أيام أو أسابيع”.
وتابع: “نحن محورنا يبدأ من عكار وصولاً إلى مارون الراس ولدينا أصدقاء في الخارج، ولكن شئنا أم أبينا هناك صراع كبير في المنطقة وهناك تطورات تحصل ولا يمكن أن يتكهن أحد نتائجها، فإيران ستحاول الصمود في وجه العقوبات كما هناك تطورات كبيرة في العراق واليمن وهناك أيضاً تطوّر كبير آت وهو معركة إدلب التي من الممكن أن تتأجل إلا أن أهميتها تكمن في انخراط تركيا فيها لذلك علينا تهدئة الأوضاع في لبنان بدل محاولة عرقلة “القوّات” من هنا و”الحزب الإشتراكي” من هناك”.
وختم جعجع: “هذه السنة هي الأولى التي بدأ الحلم يتجسّد حقيقة فبعد الإنتخابات التي خضناها لوحدنا في وجه محوري الثنائيّة الشيعيّة من جهة ورئاستي الحكومة والجمهوريّة من جهة أخرى، تمكننا من الحصول على النتائج التي حصلنا عليها ولهذا السبب نقول لكل من رحلوا أن تضحياتهم لم تذهب سداً وكل ما نقوم به هو “كرمالن”.