التقى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، في مكتبه في معراب، رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض في حضور رئيس جهاز الإعلام والتواصل في الحزب شارل جبور.
وعقب اللقاء، لفت محفوض إلى أن “الإجراءات التي قامت بها الدولة اللبنانيّة إزاء مشكلة لاسا جيّدة كبداية إلا أنها يجب أن تستكمل لتطال جميع المناطق والتعديات”، مشيراً إلى أن “الأمر الوحيد الذي أزعجنا في هذه القضيّة هو أن القوى الأمنيّة نسّقت مع ميليشيا الأمر الواقع قبل حضورها إلى مكان المخالفة لإزالتها”.
وأكّد محفوض أننا “لا نزال نواجه مشروع “حزب الله” الذي لم يتبدل منذ العام 1985 وجميع الإشارات الدوليّة التي تصدر بين الحين والآخر وخصوصاً في الآونة الأخيرة هي مؤشر واضح على أن هناك شيئاً ما يحصل على المستويين الإقليمي والدولي”. وقال: “هذه الإشارات لا يمكنها أن تبدّل قناعاتنا باعتبار اننا لو كنّا من الذين يسايرون التبدلات والإشارات الدوليّة لما قاومنا الاحتلال السوري منذ العام 1990 ولما كان اعتقل سمير جعجع منذ العام 1994 حتى الـ2005 لحظة تحرير لبنان من الاحتلال السوري”.
وتابع: “إنن تكتل “الجمهوريّة القويّة” سيشارك في الاستشارات النيابيّة الملزمة في القصر الجمهوري في بعبدا الأمر الذي ينسجم مع النهج الذي تعتمده “القوّات اللبنانيّة” منذ دخولها المعترك السياسي أن على المستوى البرلماني أم الحكومي”.
ولفت محفوض إلى أن “الرئيس نبيه بريّ كان ينوي استكمال الجلسة النيابيّة التي كانت مخصصة لانتخاب رؤساء لجان وأعضاء هيئة مكتب المجلس وأعضاء المجلس الاعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء ليحولها إلى جلسة تشريعيّة عاديّة وانطلاقاً من هنا انسحب نواب تكتل “الجمهوريّة القويّة”. وأضاف: “كنت أتمنى لو كان النواب الثمانية المستقيلون موجودون من أجل المشاركة في ما تقوم به “القوّات اللبنانيّة” التي عرض على “القوّات” في خلال الجلسة ما يشبه الرشوة المتمثلّة بيتولى نواب من تكتل “الجمهوريّة القويّة” رئاسة اللجان التي شغرت بحكم النواب الذين قدّموا استقالاتهم وبالطبع كعادتها كانت “القوّات” مبدئيّة في هذا الموضوع ورفضت هذا الأمر بشكل كلي باعتبار أنها ليست بديل عن ضائع كما أن د. جعجع يقدّر عالياً موقف استقالة هؤلاء النواب الـثمانية بغض النظر عن توقيتها”، مشيراً إلى أنه “تبيّن أن استقالة هؤلاء النواب لم تقدّم أي شيء للمعارضة على صعيد البدائل الجديّة من أجل تفعيل دورها”.
واعتبر محفوض أن “لا حل في لبنان إلا عبر استقالة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون واستقالة الرئيس نبيه بري ويجب التوقف “عن الضحك على الناس” وتكرير ما كان يحصل بتجارب ستكون حكماً فاشلة”، مشيراً إلى أن “ما أنجزته الانتفاضة الشعبيّة ليس بقليل فهي استطاعت تشتيت الحلفاء والدليل ما نشهده اليوم ما بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” حيث لم نعد نرى أحداً يقاتل عن الآخر أو يدافع عنه لتحصيل مكاسبه والجميع يعلم كم عطّل “حزب الله” من حكومات في السابق من أجل “عيون صهر الجنرال” وهذا ما لم نعد نراه اليوم وأصبحنا في زمن “كل واحد يقبّع شوكو بقيدو” والفضل يعود طبعاً في هذا الأمر للانتفاضة الشعبيّة، التي سرّعت من وتيرة العقوبات وكشفت بدعة المقاومة والعداء المزوّر لإسرائيل كما انكشفت خديعة العصر والتي هي ورقة التفاهم ما بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” وبانت على حقيقتها في أنها اتفاق مصلحي ما بين الفريقين”.
ولفت محفوض إلى أننا “سمعنا يوم أمس موقف د. جعجع في خلال تصريحه المصوّر عبر صفحته الخاصة على “Facebook” عن سبب عدم تسمية “القوّت” للرئيس الحريري لتشكيل الحكومة ولكنّه في الوقت عينه أردف ليقول إن “القوّات” إلى جانب أي حكومة ستعمل بشكل جيّد من أجل دفع الأمور في البلاد إلى الأمام وبالتالي معالجة الأزمات الموجودة ولكن على ما يحكى وما يسمع في المطابخ والأروقة فمن الواضح أننا ذاهبون باتجاه تكرار تجارب سابقة في مسألة التأليف”.
وتخوّف محفوض من “التقارب الحاصل ما بين الفريق الشيعي وتحديداً “حزب الله” وإسرائيل”، موضحاً أنه “إذا ما كان يريد الحزب التطبيع فهو حرّ في ذلك إلا تطبيعه وذهابه بهذا الخيار يمكن أن ينقلب علينا بمعنى أن يذهب إلى عمليّة عسكريّة في الداخل من أجل تبرير سبب قيامه بهذه خطوة”. وتابع: “ليذهب الحزب أينما يريد ولكن ليتركنا بسلام وعمليّة التطبيع ليست مستغربة بالنسبة لفريق جلس في حضن إيران لعقود من الزمن أن يسجل اليوم نفسه “داخلي” عند الأميركيين والإسرائيليين خصوصاً وأن “حزب الله” فنى عمره وهو يعمل كحارس حدود لدى الإسرائيلي”.
وختم محفوض: “على اللبنانيين ألا يخافوا أو ييأسوا أو يستسلموا فنحن ندرك أن المرحلة دقيقة وحرجة وقد فتك فينا الجوع والعوز ضرب جميع المؤسسات والطبقات الإجتماعيّة في لبنان إلا أنني أؤكد أن هذه المرحلة ستمر ولو دفعنا ثمناً باهظاً إلا أنها ستمر ولكن على ما قال جبران خليل جبران “ويل لأمة عاقلها أبكم قويها أعمى ومحتالها ثرثار” وما أكثر النوع الأخير اليوم في الحياة السياسيّة في لبنان”.