التقى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، في معراب، وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل يرافقه القائم بالأعمال في سفارة الولايات المحدة الأميركيّة في لبنان وين دايتون ألكسندرا زيتلي وبنجامين إمبوري من فريق عمله، في حضور النائب ستريدا جعجع، مسشار رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” للعلاقات الخارجيّة إيلي خوري ورئيس جهاز العلاقات الخارجيّة في الحزب د. إيلي الهندي.

وعقب اللقاء عقد جعجع خلوة جانبيّة مع هيل لقرابة الربع ساعة، بعدها اكّد جعجع في دردشة مع الصحافيين أن “اللقاء كان بروتوكولياً حيث طرحنا فيه تصوّرنا لوضع لبنان والمنطقة وما يحصل فيها”، مشيراً إلى أن “الحدث الأهم اليوم هو الإستشارات الوزاريّة حيث سيلتقي وفد يمثل تكتل “الجمهوريّة القويّة” الرئيس المكلّف حسّان دياب”.

وشدد جعجع على أن “حزب “القوّات اللبنانيّة” يعتبر أنه بما خص تشكيل الحكومة المسألة الأهم والتي نطرحها اليوم للمرّة الألف وسنستمر بطرحها هي اننا لا نريد أي حصّة في هذه الحكومة وليس لدينا أسماء نريد اقتراحها وأقصى تمنياتنا هي أن يحذو بقيّة السياسيين حذونا باعتبار أنه بعدما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم أصبحنا بحاجة لتصرفات جديدة مغايرة لما كانت تحصل سابقاً والناس في الشارع منذ 65 يوماً وأصبح واضحاً ما هي مطالبهم ونحن رأينا من رأي الناس وبالتالي يجب أن يتم تشكيل حكومة جديدة بشكل كليّ، لذا بدأنا من أنفسنا، ونحن نعلم أننا نظلم أنفسنا بهذا الأمر إنطلاقاً من تصرفات وزرائنا وطريقة عملهم في الحكومات المتعاقبة وأداء نوابنا أيضاً، وكان موقفنا أننا لا نريد شيئاً في هذه الحكومة وليس لدينا أسماء أيضاً لإقتراحها ولا نريد أي حقيبة”.

وأوضح جعجع أنه “يجب أن يكون جميع الوزراء مستقلين في الحكومة العتيدة إلا أن هناك من يحاول لعب لعبة سيئة خصوصاً في هذا الظرف بأن ياتوا بتقنيين أخصائيين إلى الحكومة إلا أنهم غير مستقلين وفي هذه الحال نكون نراوح مكاننا من دون إحراز أي تقدّم، فأي سياسي في لبنان لديه ثلاثة أو أربعة أو خمسة أخصائيين يعملون معه وقرارهم مربوط به في نهاية المطاف، لذا بيت القصيد ان يأتي هذه المرّة إلى الحكومة إختصاصيون والأهم أن يكونوا مستقلين أي ألا يكونوا تحت سلطة أو سيطرة الأحزاب التي كانت تكوّن السلطة في الفترة السابقة وهذا لسبب بسيط وهو أننا رأينا قرارات هذه الأحزاب إلى أين أوصلتنا وبالتالي إذا ما أتينا بأخصائيين مربوطين بهذه الأحزاب فقرارات هؤلاء ستعود لإيصالنا إلى النتيجة ذاتها”.

ورداً على سؤال عن أن الرئيس نبيه بري طالب بأن تضم الحكومة الجميع، قال جعجع: “مع احترامي الشديد للرئيس بري والجميع يعرف علاقتنا به، إلا أن الجميع كانوا مشاركين في الحكومات السابقة ورأينا إلى أين وصل الوضع لهذا السبب ليس هذا هو المقياس إطلاقاً ويجب ألا يكون الجميع في الحكومة وليس أن يشارك قسم من دون الآخر وإنما الجميع يجب ألا يشاركوا فيها من أجل أن تتمكن هذه الحكومة من الإنجاز والعمل وموقفنا هذا هو انطلاقاً من التجارب السابقة ولسنا في صدد موقف إيديولوجي أو مبدئي وإنما توصلنا إلى هذا الموقف بالتجربة العمليّة”.

ورداً على سؤال عما إذا كان الثلاثي الذي أوصل الرئيس المكلّف سيسمح له بتشكيل حكومة أخصائيين مستقلين على النحو الذي تطرحه “القوّات اللبنانيّة”، رأى جعجع أن “على هذا الثلاثي أن يختار ما بين حكومة أخصائيين مستقلين من أجل أن يتمكنوا ولو شكلاً من البقاء حيث هم أو لن يبقى أي شيء في البلاد على حاله ومسار الأمور واضح في هذا الصدد، فإذا لم تأت الحكومة بالشكل الذي نطرحه لن تحصل أي عمليّة نهوض إقتصادي والوضع المالي سيستمر بالتدهور وفي هذه الحال أي سيصبح الشعب؟ لذا على هؤلاء الأفرقاء الثلاثة أن يتركوا الحكومة تتشكّل بالشكل الذي نطرحه كي يتمكنوا من البقاء في أماكنهم لأننا اليوم بأمس الحاجة لتدفقات ماليّة سريعة إلى لبنان وهذه التدفقات إن كانت ستحصل فستقوم بها الدول الأجنبيّة، خصوصاً الدول العربيّة والدول الغربيّة، وهذه الأخيرة لن تقوم بذلك إن لم تكن الحكومة موضع ثقة، كما أنها لن تقوم بأي تدفقات إن كان هناك أي أثر في الحكومة العتيدة للقوى السياسيّة التي كانت سابقاً مشاركة في الحكومة الماضية لأن لديهم تجارب سيئة في هذا الإطار فنحن يجب ألا ننسى أنها قامت معنا بتجربة باريس 1 و2 و3 والكثير من التجارب الأخرى وبالتالي هذه الدول غير مستعدة اليوم لوضع فلس واحد في مكان لا تثق هذه الدول أنه سيصل عبره إلى الشعب اللبناني وكي تتوفّر هذه الثقة نحن بحاجة لحكومة جديدة بشكل كامل”.

ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن أن تتشكّل حكومة مماثلة، أجاب جعجع: “هنا التحدي الكبير امام الفرسان الثلاثة الذين أتوا بالرئيس المكلّف فإما كان لديهم بعد النظر الكافي ويقرّروا أن ينقذوا أنفسهم بالدرجة الأولى ومعهم الشعب اللبناني بالدرجة الثانية فلو كان بالأساس يهم هؤلاء الأفرقاء الثلاثة وضع الشعب اللبناني لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه، أو أنهم لن يتمتعوا ببعد النظر هذا وعندها سيستمر التدهور أكثر وأكثر وأكثر إلى أن يطيح لا سمح الله بكل شيء في البلاد”.

ورداً على سؤال عما إذا كان بالإمكان إعادة لم شمل “14 آذار”، أشار جعجع إلى أن “14 آذار” بقت وتبقى وستبقى لأنها كناية عن مشروع سياسي يلتزم به أكثريّة اللبنانيين إلا أن المسألة اليوم ليس مسألة “14 و8 آذار” وإنما ما يهدد البلاد فعلياً هو الوضع الإقتصادي والمالي والمعيشي وهذا ما يتطلّب منا العمل على إنقاذه وليس “14 أو 8 آذار” باعتبار أن المواجهة والمعركة اليوم ليس في هذا الصدد لذا علينا التركيز بما يمكن أن يحصل في الوضع الإقتصادي”.

ورداً على سؤال عن أن إحدى الصحف أوردت اليوم خبراً مفاده أن حزب “القوّات اللبنانيّة” تلقى اتصالاً من جهاز المخابرات السعوديّة لعدم تسمية رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري ولهذا السبب امتنع “القوّات” عن ذلك، قال جعجع: “أتمنى لو تقوم بعض الصحف في لبنان بتصغير مخيّلتها قليلاً من أجلها ومن أجل كل الناس، فهذا الكلام كلّه من صنع الخيال وعارٍ عن الصحّة، صحيح أنّنا في تداول مستمرّ مع الإخوة السعوديين كما هو الحال مع الإخوة الإماراتيين والكويتيين أو غيرها من الدول الصديقة للبنان إلا أن هذا أمر وموقفنا أمر آخر مختلف تماماً، وفي هذا الإطار أريد أن أذكّر الجميع أن اجتماع تكتل “الجمهوريّة القويّة” دام ست ساعات متواصلة كي تمكنا من اتخاذ القرار في ما يتعلّق بالتسمية في الإستشارات النيابيّة الملزمة، كما أننا يجب ألا ننسى أن هناك البعض يعتقد أن الجميع يتصرّف مثله”.

ورداً على سؤال عما إذا شكّل الرئيس المكلّف حكومة أخصائيين مستقلين فهل ينتظر “القوّات” البيان الوزاري من أجل إعطاء الثقة خصوصاً إذا ما تضمّن هذا البيان ثلاثيّة الشعب والجيش والمقاومة، قال جعجع: “القضيّة اليوم ليست هنا إطلاقاً، وليست مسألة بيان وزاري وإنما نريد أن نرى كيف سيتم تشكيل هذه الحكومة ومن هم الوزراء فيها ومدى استقامتهم ونظافة كفّهم ودرايتهم ومعرفتهم بالعمل كما يجب أن نعرف مدى نشاطهم وقدرتهم على إخراج الوضع مما هو عليه اليوم وهذه الأمور هي نقطة الفصل في الوقت الرهن”.