التقى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، في معراب، رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض في حضور رئيس جهاز الإعلام والتواصل شارل جبور. وقد وضع محفوض الزيارة في إطار معايدة د. جعجع بمناسبة حلول عيد الفصح المجيد. وتطرّق محفوض إلى قضيّة تسريب محادثات الوفد اللبناني الرسمي إلى واشنطن عبر بعض وسائل الإعلام اللبنانية، قائلاً: “إن الوسيلة الإعلاميّة التي تم تسريب المحادثات لها لونها أصفر داكن، وهذه القضيّة يجب ألا يتم التعامل معها على أنها تفصيل بسيط ومن يجب أن يُسأل فيه هو وزارة الخارجيّة وبالتالي يجب عدم الدخول في “زواريب” وتحميل المسؤوليّة لأفراد من هنا وهناك باعتبار أن هناك مرجعيّة أساسيّة عليها ان توضح ما حصل ولا يجوز لمرجعيّة رسميّة لبنانية كانت في زيارة رسميّة لدولة كبرى ان تسمح بأن يصار إلى تسريب محضر الإجتماع”.
ولفت محفوض إلى أنه “استوقفه موقفاً لوزير الدفاع الوطني الياس أبو صعب بشأن الإستراتيجيّة الدفاعيّة وكلامه عن ربط قوّة الجيش بمشاعر السيّد حسن نصرالله حيث قال: “حرفياً عندما يشعر السيّد حسن نصرالله ان الجيش اللبناني أصبح قوياً ويمكنه الدفاع عن الحدود فليس هناك من أحد طامح للقيام بهذه المهمّة”. واعتبر أن “هذا الكلام ليس تفصيلاً بسيطاً في الحياة السياسيّة اللبنانيّة”، مستغرباً “كيف تقوم قائمة البعض عند الكلام عن تخفيضات لرواتب الجيش اللبناني ويزعمون أن خطوة مماثلة تمس بمعنويات الجيش فيما كلام مشابه يقال على هذا المستوى عن شخص يرأس ميليشيا وعلينا إنتظاره إلى حين يشعر هو أن الجيش أصبح قوياً ليفرج عن ترسانة الأسلحة التي يملكها ويسلّمها للدولة أو التسليم بمشروعيّة الدولة اللبنانيّة. هذا الكلام من غير الممكن لنا قبوله إذ لا يمكن أن يكون هناك شراكة في وظيفة الحماية والدفاع عن الحدود اللبنانيّة وهي محصورة فقط بالجيش اللبناني والتشكيك بقدراته ومنعه من القيام بمهماته ليس تفصيلاً بسيطاً أيضاً في السياسة ومرور هذا الكلام مرور الكرام من دون ردود على المستوى الرسمي لا يعني أننا من الممكن أن نقبل به”.
ورد محفوض على وزير المهجرين غسان عطالله، مؤكداً أن “عمل وزارة المهجرين لا يقتصر فقط على إعادة بناء القرى التي شهدت تهجيراً وإنما أن تشعر المواطنين اللبنانيّين وتحديداً المسيحيين من بينهم على أنه باستطاعتهم العودة إلى قراهم والنوم في منازلهم وليس إخافتهم وهذا الكلام أيضاً يجب ألا يعد تفصيلاً صغيراً في حياتنا السياسيّة”.
وتطرّق محفوض إلى قضيّة وفاة وزير دفاع الحوثيين في إحدى مستشفيات بيروت، وقال: “إن كانت هذه المستشفى هي الرسول الأعظم أو الروم أو الجامعة الأميركيّة بالنسبة لنا هذا الأمر يؤثر على صداقات لبنان وسمعته وتحالفاته الخارجيّة باعتبار أن الرجل أدخل إلى بيروت بواسطة “حزب الله” وليس الصليب الأحمر الدولي”. وسأل: “هل هذه المواضيع التي أتداولها يتم طرحها داخل أروقة الحكومة اللبنانيّة؟”.
وعاد محفوض للتذكير بمرسوم التجنيس، قائلاً: “إن مروسم التجنيس رقم 2942 الصادر في 11-05-2018 مع كل ما اعتراه من شوائب وشبهات بشأن أسماء كان من المفترض ألا تحصل على الجنسيّة اللبنانيّة، فأنا كلبناني يحق لي أن أسأل وأعرف مصير هذه الفضيحة باعتبار ان هذا المرسوم ليس أيضاً بالتفصيل البسيط”، لافتاً إلى أن “أصحاب الأسماء الواردة في هذا المرسوم حصلوا على هويات لبنانيّة وبعد عشر سنوات من الممكن أن يصبح احدهم نائباً أو وزيراً ولما لا من الممكن أن يصل ليكون رئيس جمهوريّة لبنان لا سمح الله”.
وعن موضوع عودة النازحين السوريّين، اعتبر محفوض أن “البعض يربط هذه العودة بشرط عودة بشار الأسد إلى مقعد سوريا في جامعة الدول العربيّة ودعاة هذا الموقف يربطون حل أزمة اللجوء بضرورة إحتضان عربي لبشار الأسد وهذه مغامرة متهوّرة ستدفع باتجاه المزيد من تعقيد أزمة اللجوء وبذلك يصبح أصحاب هذا المسعى هم من يعرقل هذه العودة”. وقال: “إن أكثر ما يثير الإستغراب هو أن أصحاب هذا الطرح بعض من الموارنة الذين يتخبطون شمالاً ويميناً وقد فتحوا معركة رئاسة الجمهوريّة باكراً في حين أن هذا الطرح يضرّ بالكيانيّة اللبنانيّة و”هذا الشاب” يدرك تماماً أن هذا الطرح لن يودي إلى أي نتيجة باعتبار أن بشار الأسد أصبح في عالم الغيب ومن يحكم سوريا اليوم ليس آل الأسد وإنما تنقسم إلى 6 أو 7 أقسام”.
وشدد محفوض على انه “يجب ألا يبقى أي لاجئ سوري على الأراضي اللبنانيّة وألا تتكرّر معنا تجربة اللاجئين الفلسطينين من هنا ضرورة أن تتم العودة فوراً ومن هو مع النظام لينتقل ويكون في حضن بشار الأسد ومن هم ضده فهناك مناطق شاسعة وواسعة وآمنة بضمانات الأمم المتحدة ودول التحالف يمكنه الإنتقال إليها”، موضحاً ان هذا موقفه الشخصي ولا يلزم مرجعيّة معراب أو هذا الموقع به.
وأثنى محفوض على “الإحتفال بذكرى الإبادة الأرمنيّة الذي شهدته معراب وهو يكبّر القلب وأنا أتعاطف لأقصى الحدود مع هذه الذكرى وأتمنى على كل من يتعاطف معها أن يستذكر معنا أيضاً المناسبة 44 لبدء مرحلة الجلجلة والإبادة والمجازر التي ارتكبها نظام الأسد بحق لبنان واللبنانيين ولا أعتقد أنه يجب أن يكون هناك صيفاً وشتاء تحت سقف واحد ومن يتضامن مع المجازر العثمانيّة بحق الأرمن ليس له الحق بالإعتراض على تمسكنا بقضيتنا وما شهدناه من محاولة إبادة واضحة من هذا النظام بحق اللبنانيين”.
وشكر محفوص حزب “القوّات اللبنانيّة” ورئيس سمير جعجع “على تلقف ملف المعتقلين في السجون السوريّة وفي الأمس أحد وزراء “القوّات” وهو د. ريشار قيوموجيان طرح بكل جرأة هذا الملف على طاولة مجلس الوزراء لذا أتمنى على باقي الوزراء أن يحذوا حذوه باعتبار أن هذا الملف يحمل وجع إنساني كبير جداً”، مشيراً إلى أنه فهم من د. جعجع على أن هذه القضيّة ستكون أولويّة بالنسبة للحزب وسيتابعها حتى النهاية.