نفى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع نفياً قاطعاً ما أشيع في الأمس عن حالته الصحيّة الذي نشره الصحافي ريشار لابيفيير، وقال: “فشرت” إنت وأطبائي المزعومين لأن هذا الأمر بيد ربّنا وليس في يد من يفبركون الإشاعات”. ولفت إلى أنه “للأسف بعض وسائل الإعلام اللبناني وبشكل سطحي جداً كي لا أقول أكثر من ذلك اجتزأت سطرين من هذا الخبر وشالتهما من إطارهما العام ولم تتكلّف عناء الاتصال للاستفسار مع أنهم على تواصل معنا بشكل يومي وعمدت إلى نشر الجزء المثير من الخبر الذي من الممكن أن يؤمن لها بعض القرّاء والمتابعين للحظات إلا أن هذه الوسائل لا تدرك أنها ستخسر كثيراً جراء هكذا أمور لأنها ستظهر على أنها فاقدة للمصداقيّة”.
وأوضح جعجع أن “لابيفيير صحافي مأجور يعمل لصالح المخابرات السوريّة منذ زمن بعيد، وسنقوم بالادعاء عليه مستعينين بأكبر المكاتب الحقوقيّة في فرنسا وسويسرا باعتبار أنه شخص سيء ومشرّ وعضو في محور الشر لذا يجب إيقافه عند حدّه وتحويله للعدالة وهذا ما سيحصل”، شاكراً “كل من اتصل للاطمئنان عن الإشاعة التي سمعوها وأريد أن أقول لهم عندما يريد الله أن يعطي لا يمكن لأحد أن يأخذ”.
جعجع، وفي مؤتمر صحافي، قال: “إن من الممكن أن يكون الرئيس جورج بوش الابن في أيام ولايته قد قال بعض ما هو خطأ، إلا أنه من المؤكّد أن هناك أمراً صحيحاً قاله وهو عندما تكلّم عن محور للشرّ ووضع على رأسه نظام بشار الأسد وهناك بالطبع من سيسألني ما علاقة هذا الأمر بالموضوع الذي أتطرّق له اليوم وهو الإشاعة التي سرت البارحة بشكل كبير عن صحّتي إلا أن الجواب على هذا السؤال سيأتيكم في سياق حديثي”.
وتابع: “سأبدأ من حيث يجب أن أبدأ مع إنني كنت أتمنى لو أن بعض وسائل الإعلام التي نقلت الخبر بالأمس قد بدأت من هذا المكان بالذات وليس أن تذهب بشكل رخيص جداً إلى رأس خبر وتجتزئ منه كلمتين لتهمل بقيّة الخبر وتقوم بنشر هذا الجزء من دون حتى أن تتكلّف عناء الاستضاح والاستفهام، أو حتى القيام بالحد الأدنى من البحث الموضوعي في خبر وارد على مدوّنة وليس موقعاً إلكترونياً في آخر الدنيا من قبل صحافي ليس فقط مشبوه وإنما مدان أيضاً لمرات عدّة”.
وأعاد جعجع قراءة الخبر الذي تم نشره على الموقع السويسري معلّقاً على ما ورد فيه، وقال: “سمير جعجع يتلقى العلاج في مركز “فيلجويف” لمكافحة السرطان. أمضى رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” الحزب اليميني المتطرّف”، مشيراً إلى أنه “من هنا يمكن أن ندرك ما هي هويّة هذا الصحافي”.
وتابع: “ثلاثة أيام الأسبوع الماضي في قسم مستشفى “غوستاف روسي” المركز الإقليمي لمكافحة السرطان الذي يقع في “فلجويف” – فيما كان لي في الأسبوع المنصرم خمس إطلالات عبر الإعلام وكان لدي اجتماع مع 30 صحافي على الأقل كما العشرات من الاجتماعات المعلنة والتي تم نشرها عبر الإعلام وبعضها بالصوت والصورة فكيف يكون ما قيل في هذا المقال صحيح؟”.
وتابع جعجع: “بحسب مصادر مختلفة في موقع “بروش مواين أوريان”، الذي هو مدوّنة، يعاني سمير جعجع منذ عدّة سنوات، لا سمح الله، من سرطان في الجهاز الرئوي والمسالك البوليّة – الأمر الذي لا صحّة له بتاتاً والعاري تماماً عن الصحّة، وهو في مرحلة متقدّمة مما يجعله يعاني صعوبة كبيرة في تناول الطعام”. وسأل جعجع: “إن كان أي فرد يعاني من سرطان في الرئة فهل يعاني من تناول الطعام أم التنفّس؟ وإذا كان يعاني من سرطان في المسالك البوليّة فهل يعاني في التبويل أم في تناول الطعام؟ إلا أن كاتب المقال تبيّن له أنني مصاب بسرطان في الرئة لا سمح الله وفي المسالك البوليّة إلا أنني أعاني من صعوبة في الأكل”.
واكمل جعجع قراءة الخبر: “هذه هي المرّة الخامسة التي يتلقى فيها العلاج في “الفيلجويف” – في حين أنني لم أزرها يوماً، لا لأسباب سياحيّة أو غير سياحيّة، بالرغم من المرات العديدة التي سافرت فيها إلى فرنسا ما يدل على أن كل هذا الكلام عارٍ تماماً عن الصحّة وفي الأحوال كافة أريد التوقف عند هذه النقطة لأقول إننا سنتقدّم بدعاوى قانونيّة إن كان في فرنسا أم في سويسرا على هذا الصحافي لأنه مأجور”.
وتابع: ” هذه هي المرّة الخامسة التي يتلقى فيها العلاج في “الفيلجويف” إذ تمّ اكتشاف مرضه منذ عامين ويعتقد أطباؤه أنه لن يعيش أكثر من عام إضافي – “فشرت” إنت وأطبائي المزعومين لأن هذا الأمر بيد ربّنا وليس في يد من يفبركون الإشاعات – يسمح فريق التحرير الخاص بنا لنفسه بتسريب هذه المعلومات التي تحميها السريّة الطبيّة والتي كنّا سنمتنع عن نشرها لو كانت تتعلّق بشخصيات عاديّة ولكن في هذه الحالة فإن مستقبل هذا القاتل المتسلسل – يطلقون عليّ تسمية “Serial Killer” – سيء السمعة الذي ألحق الكثير من الأذى بحق لبنان واللبنانيين – وبالتالي أصبح معروف هويّة هذا الصحافي – فإن نشرها سيصبّ في المصلحة العامة في لبنان – ولننتبه إلى أي انتقل الآن – لا سيّما أن الرياض وتل أبيب تسعيان بشكل حثيث لإعداد شخص لخلافته – لا سمح الله – على رأس حزب اليمين المتطرّف – لذا أصبح الآن واضحاً من هو هذا الشخص وما هو اتجاهه ومن أين يأتي – ويتم التداول باسم شخصين زوجته ستريدا والنائب جورج عدوان. إن الصحافي الإسرائيلي شيمون شيفرز كشف في كتابه عمليّة “كرة الثلج” الذي أصدره في العام 1984 أن جورج عدوان كان أول من طرق باب السفارة الإسرائيليّة في باريس – فهل أصبح الآن واضحاً ما هي هويّة هذا الصحافي؟ ولكن أكثر من ذلك – فإذاً كان أول من طرق بال السفارة في باريس كما فعل ممثلو العائلات المسيحيّة الكبيرة والكنائس ورؤساء الرهبانيات في شمال وجنوب لبنان – فهل هذا هجوم على سمير جعجع أم على الطائفة المسيحيّة في لبنان برمّتها فما دخل هذا الأمر إن كان يتكلّم عن موضوع مرض لا سمح الله غير موجود؟ – جورج عدوان ماروني والأسر الكبيرة المعنيّة بحسب هذا الكتاب عائلات الجميّل وشمعون كانت أيضاً مارونيّة. – وبالتالي هذا هو الخبر كما جاء على المدوّنة والذي للأسف للأسف للأسف بعض وسائل الإعلام اللبناني وبشكل سطحي جداً كي لا أقول أكثر من ذلك اجتزأت سطرين من هذا الخبر وشالتهما من إطارهما العام ولم تتكلّف عناء الاتصال للاستفسار مع أنهم على تواصل معنا بشكل يومي وعمدت إلى نشر الجزء المثير من الخبر الذي من الممكن أن يؤمن لها بعض القرّاء والمتابعين للحظات إلا أن هذه الوسائل لا تدرك أنها ستخسر كثيراً جراء هكذا أمور لأنها ستظهر على أنها فاقدة للمصداقيّة”.
وتطرّق جعجع إلى هويّة ريشار لابيفيير، قائلاً: “هو من اليسار المتطرّف في فرنسا، وصديقه العزيز الحميم جداً جداً هو ميشال سماحة وما يتبيّن من كتاباته أن صديقه الثاني هو اللواء جميل السيّد، فهو كان قد أصدر كتاباً في العام 2011 عنوانه “عندما تستيقظ سوريا” وهذا الكتاب كلّه دفاع عن بشار الأسد كما أنه إذا ما دخل أي شخص مدوّنته لوجد أن كل كتاباته تأتي في إطار الدفاع عن بشار الأسد فهو يعتبر أن الأخير لم يستعمل أسلحة كيمائية بعكس ما يؤكدّه كل العالم. إذا في هذا الكتاب الذي أصدره دفاعاً عن بشار الأسد تناول من جملة الأمور التي تطرّق لها قضيّة اغيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري نافياً بشكل قاطع أن يكون لبشارة الأسد او إيران أو “حزب الله” أي علاقة بهذا الاغتيال وبالطبع كل هذا بخلاف ما أظهرته نتائج التحقيقات في المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان. كما أن الوقائع والحجج التي استعملها في كتابه هي حجج اللواء جميل السيّد. ومن هناك يمكن لنا أن ندرك ما هي اتجاهات هذا الصحافي ومن يشغّله”.
وتابع جعجع: “لابيفيير صحافي مأجور يعمل لصالح المخابرات السوريّة منذ زمن بعيد وهو بالأساس لديه ميل إيديولوجي يساري متطرّف جداً وأتى من يجنّده ليعمل لصالحه وهو لا يزال يعمل لصالح مجنّديه باعتبار أنه على صعيده الشخصي لا مصلحة له مباشرة في الساحة اللبنانيّة وجل ما في الأمر أنه يعمل لصالح المخابرات السوريّة ومن الممكن أن يكون مشغلوه لبنانيين”.
ولفت جعجع إلى أن “لابيفيير قد أصدر كتاباً في العام 1999 عنوانه “دولارات الإرهاب” يتّهم فيه الولايات المتحدة الأميركيّة والمملكة العربيّة السعوديّة بأن كل الإرهاب على وجه الأرض هو من صنيعتهما. وهو صديق عزيز ومن نفس فريق تيري ميسان الذي أصدر كتاباً في العام 2002 من بعد أحداث 11 أيلول 2001 يعتبر فيه أن المخابرات الاميركيّة هي التي فجّرت الأبراج في حين أن لا وجود لأي طائرات أو تفجير وهذا ما يدل على أنه فريق ما بين الجنون والعمالة”.
وأشار جعجع إلى أن “هناك للأسف لبناني بدعى فؤاد ناصيف وهو أيضاً من الإخوان في الله موروث عن أيام الوصاية عمد في الأشهر الماضية إلى الذهاب للتدقيق في سجلات مستشفى “فيلجويف” من أجل أن يحاول الحصول على ملفي منها في حين أنني لم أزر في حياتي هذه المنطقة ولا أعرف حتى المستشفى ولكن بطبيعة الحال عندما سأل وصلت لنا المعلومة باعتبار أن الدنيا في هذه الأيام صغيرة جداً وكل شيء معلوم”.
وتابع جعجع: “بالمحصّلة يتبيّن ان كل ما تم تداوله إشاعة وصحّتي جيّدة الحمد لله وأكثر ما أستحق ويا ليت يكون لأخصامي الصحة التي لدي، إلا أن ما تبيّن أنهم لا يجدون مكان لمهاجمتنا منه فهم لا يستطيعون اتهامنا بالفساد أو بأننا غير ناجحين وفاقدين للشعبيّة لذا ذهبوا إلى المكان الوحيد الذي يمكنهم فيه استعمال بعض الواقعات غير الصحيحة من أجل محاولة الدلالة على هذا الأمر فهم عادوا لتسريب فيديو فصير على وسائل التواصل الاجتماعي يظهرني أستقل سيارة مع زوجتي وهو فيديو صحيح لنا في مطار باريس في طريق عودتنا ورحلتنا الأخيرة إلى كندا لأقول كم أن أجهزة المخابرات تعمل في هذا الموضوع بالذات”.
وختم جعجع: “أشكر كل من اتصل للاطمئنان عن الإشاعة التي سمعوها وأريد أن أقول لهم عندما يريد الله أن يعطي لا يمكن لأحد أن يأخذ”.