أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أننا “جماعة رجاء وإيمان وأمل ومهما مرّ من زمن علينا يبقى أملنا وإيماننا هو هو بلبنان الذي نسعى إليه، وبالرغم من كل العراقيل الموجودة أمامنا فنحن لن نتعب أو نكل من أجل الوصول إلى الدولة التي نريدها والتي يمكننا فيها أن نشرب المياه ونسلك الطرقات وننير منازلنا بالكهرباء“.
كلام جعجع جاء خلال الريسيتال الميلادي الذي أقامه حزب “القوّات اللبنانيّة“، في معراب، تحت عنوان “آن للبنان أن يولد من جديد” في حضور النائب إبراهيم كنعان ممثلاً رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون، د. داوود الصايغ ممثلاً رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، الوزيرة السابقة أليس شبطيني ممثلةً رئيس الجمهوريّة السابق ميشال سليمان، نائب رئيس الحكومة وزير الصحة العامة غسان حاصباني، النائب هنري حلو ممثلاً رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط، وزير الإعلام ملحم الرياشي، المونسنيور لويس البواري ممثلاً البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، سيادة المطران مخايل شمعون ممثلاً بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للسريانية الأرثوذكسية في العالم مار اغناطيوس افرام الثاني، سيادة المطران شارل مراد ممثلاً بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، سيادة المطران بولس برخش ممثلاً بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك مار يوسف الاول العبسي، النواب: نعمة افرام، جورج عقيص، أنيس نصار، زياد حواط، شوقي الدكاش، وهبي قاطيشا، جوزيف اسحاق، عماد واكيم وفادي سعد، الوزراء السابقين: مروان شربل، منى عفيش وجو سركيس، النواب السابقين: انطوان نقولا سعد، إيلي ماروني، إيلي كيروز وشانت جنجنيان، ماري فريد حبيب، الرائد شربل فخري ممثلاً قائد الجيش العماد جوزيف عون ومدير المخابرات العميد طوني منصور ومدير فرع جبل لبنان في مخابرات الجيش العميد كليمون سعد، مدير عام قوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد فؤاد خوري، رئيس أركان قوى الأمن الداخلي العميد نعيم شماس، محافظ عكار عماد لبكي، رئيس “حركة المستقلون” رازي الحاج، رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض، رئيس “المركز الكاثوليكي للإعلام” الأب عبدو أبو كسم، الأب غسان مطر ممثلاً رئيس عام جمعيّة المرسلين اللبنانيين الموارنة قدس الأباتي مالك بو طنوس، الأب ناريك ممثلاً رئيس رهبنة المخيتاريين في لبنان والشرق الاوسط قدس الأباتي ميسروب سولاهيان، رئيس جمعيّة الصناعيين اللبنانيين فادي الجميل، السيدة روز أنطوان الشويري، د. مي الشدياق، زوجة ونجل الشهيد محمد شطح لينا وعمر شطح، زاهر عيدو نجل الشهيد وليد عيدو، فادي السلمان شقيق الشهيد هاشم السلمان، جانيت خوند زوجة المخطوف بطرس خوند، الشاعر طلال حيدر، المستشار القانوني لرئيس “القوّات” فادي ظريفي، مستشار رئيس “القوّات” لشؤون الرئاسة طوني مراد، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، الأمين المساعد لشؤون الإنتشار مارون سويدي، الأمين المساعد لشؤون المصالح د. غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر، حشد كبير من أهل الصحافة والفن والفاعليات الإقتصادية والإجتماعيّة وأعضاء المجلس المركزي في “القوّات“.
وقال: “أريد أن أشكر من كل قلبي المرنمة ريتا بو صالح والجوقة الموسيقية ومن أشرف على التوزيع الموسيقي وراء الستار كما أريد أن أشكر لجنة الأنشطة المركزيّة في الحزب التي استطاعت وبوقت وإمكانيات قليلة جداً من أن تنقلنا خلال ساعة إلى أجواء الميلاد. ويهمني أن أتوجه بشكر كبير لفخامة رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري اللذين أرسلا ممثلين عنهما كما أشكر أيضاً ممثلي البطاركة الأربعة وقادة القوى العسكريّة والأمنيّة وممثلي رؤساء الأحزاب والزعامات والوزراء والنواب والشخصيات المستقلة والجمعيات الأهلية الموجودين بيننا اليوم“.
وختم جعجع بتوجيه معايدة للشعب اللبناني باسمه وباسم زوجته النائب ستريدا جعجع، على أمل أن نتمكن قريباً من تحقيق أحلامنا بلبنان الذي نتمناه.
من جهته، ألقى النائب السابق إيلي كيروز كلمة في مستهل الريسيتال قال فيها: “نجتمع اليوم لمناسبة عيد الميلاد وتحت عنوان ريسيتال ميلادي من أجل ان نتأمل في دقائق قليلة في معنى العيد، وبطلب من رئيس الحزب ولقد وجدت ما يعبر أحسن عن معنى الميلاد في عظة لشارل مالك في 25 كانون الأول 1972. سأستعين بهذه العظة الليلة لأوصل إليكم بعض المعنى للعيد“.
وتابع: “أكلّمكم الليلة كمسيحي مؤمن والمؤمن ينطق بأمور غريبة. الليلة، أود أن نصغي إلى يسوع الناصري. الليلة أود أن نبدأ بالاعتراف بأنني وبأننا مدينون له بكل شيء. فهل هو أمر بسيط، هل هي ظاهرة عادية، خارج عالم السياسة وخارج عالم الفن، أن يعيد مئات ملايين البشر ميلاد من ولد في مزود بقر، من عاش بالقرب منا، في الخفية تقريباً، من عاش وأحب، وبذل بصمت، من تألم، وأسلم أمره إلى من يحكم بالعدل فحكم على يسوع بالموت بالرغم من قناعته ببراءة يسوع، فشكل عدله حكماً وعاراً على الإمبراطوريّة الرومانية على مرّ التاريخ“.
وأضاف كيروز: “في الميلاد نحن أمام شيء جديد، نحن أمام سر التجسد. إن التجسد هو العلامة المميزة للإيمان المسيحي على ما جاء في التعليم للكنيسة الكاثوليكيّة. إن تجسد الكلمة ليس بالحدث العادي البسيط، بل هو في تاريخ الديانات، في تاريخ العقائد والفلسفات، ثورة الثورات، حدث الأحداث، هو أعمق أسرار التاريخ. إن التجسد هو السرّ الذي أربك العقل الفلسفي اليوناني، فلم يقوَ حتى أفلاطون، بحسب جان جاك شوفاليه والذي وصل إلى عتبة السر المسيحي، قبل المسيحية، لم يقوَ على اجتياز هذه العتبة والوصول إلى الذات الإلاهية، إلى الإله – الإنسان“.
ودعا كيروز إلى أن “نفكر في كل رفعة كمال، إلى أن نفكر في العدالة والسلام. في الحقيقة والتواضع. في الحكمة والشجاعة. في الحب والإخلاص. تعالوا نفكر في الخدمة التي لا تمنن والمحبة التي تعذر كل شيء على وجه الأرض. تعالوا نفكر في هذه الحريّة الداخلية العجيبة وما ينجم عنها من فرح لا يوصف. ولقد أراد يسوع لا أن يكرس الأحزان بل أن يطردها من دنيا الإنسان“.
وتابع: “فكروا معي الليلة، هل تستحق الحياة أن نحياها، هل تعني الحياة شيئاً من دون هذه القيم، من دون المحبة والحريّة والعدالة والسلام والتواضع والخير والشجاعة والفرح، هل تعني الحياة شيئاً من دون كل هؤلاء الرجال والنساء المسيحيين والمسيحيات المجانين والمجنونات بحسب الأب Lebret، المنحازين والمنحازات إلى الإنسان في مواجهة شقاء الإنسان وإلى الحياة في مواجهة بؤس الحياة والمظالم، الذين ألهمهم يسوع المتجسد وألهمتهم قيم يسوع في العالم، والذين يطيب لي أن أسميهم مروجي الوضع الإنساني“.
وسأل كيروز “من أين أتت هذه القيم؟ لقد أتت جميعها وكثير غيرها من يسوع المسيح الذي مسّ القلوب وفعل فيها. وأكثر، لم يستطع حتى كبار الفلاسفة والمفكرين، ابتداءً من القرن التاسع عشر، الذين اختاروا خط محاربة المسيحية، وخط التبشير بموت الله، والذين جعلوا من الله صعوبة للعقل، والذين دعوا إلى الإلحاد كحل إنساني للمعضلة البشرية، فحوّل الإلحاد حياة الملايين على الكوكب إلى مأساة، وإلى معتقل كبير، لم يستطع هؤلاء من أمثال فيورباخ ونيتشه وروجيه غارودي وألبير كامو وغيرهم إلا أن يقرّوا ويعبروا عن إعجابهم بيسوع المتجسد“.
ولفت كيروز إلى أننا “يمكن أن نفكر في الميلاد بتبادل الهدايا، بالشجرة والزينة، بإقامة السهرات. يمكن أن نفكر بالأكل، بالشرب، بالمآدب، باللباس، بالتسوق وبالسفر، ولكن دعونا لا نربي أطفالنا، أولادنا وشبيبتنا على مفهوم مادّي للعيد. دعونا لا نحول هذا العيد إلى مناسبة خارجيّة، إلى يوم عادي في روزنامتنا الطقسية وحياتنا الروحيّة. دعونا في هذه الليلة نفكر في صاحب العيد ذاته، بمن هو. دعونا نركز على يسوع الناصري، يسوع الإنسان. ولنعش هذه الليلة، في يسوع، ولنس أنفسنا نحن العاملون في العالم، ولننس العالم وأمجاد العالم وأضواء العالم، وصخب العالم، ويسوع الحي بمئة معنى من الحياة، هو الذي يعيد أنفسنا إلينا وهو الذي يعيدنا إلى العالم ويعيد العالم إلينا“.
وختم: “إن يسوع جاء برسالة من السماء ولكن ليفعل في الأرض، داخل الأرض وبدعوة من الأرض المتألمة. لقد صلّى يسوع للآب لئلا يخرجنا من العالم. لقد صلى من أجل أن نبقى في العالم وحتى لا نذوب في منطق العالم ولنبقي في العالم على فرادتنا كميلاديين، على حلاوتنا، كما يقول المطران جورج خضر، وعلى رجائنا بيسوع وبالإنسان“.
وكانت قد أحيت الريسيتال ريتا بو صالح والجوقة بإشراف موسيقي لمارك بو نعوم حيث تضمن تراتيل ميلادية.