وليس حكومة وحدة وطنيّة فهذه الوحدة متجسّدة في مجلس النواب الذي يمثل الجميع بالإضافة إلى أن الناس في الطرقات اليوم تجمعها في وحدة وطنيّة من أروع وأبهى ما رأيناه في لبنان منذ 100 عام حتى اليوم”.

وأشار جعجع إلى أننا “لا يمكننا استعمال شعار كـ”الوحدة الوطنيّة” من أجل تخريب أمر نحن بحاجة له اليوم ومن الممكن أن يتحقق وبالتالي نحن لسنا مع تطبيق هذه الشعارات في المكان الخطأ ولسنا مع حكومة “كل مين إيدو إلو” وكل فرد آت من جهة ولديه “موّاله” الخاص بالوقت الذي نحن فيه بأمس الحاجة لسلطة تنفيذيّة تتحرّك بأقصى سرعة من أجل أن تتمكن من إخراج البلاد من المكان الذي تتخبّط فيه”.

وأوضح جعجع أننا “تناقشنا بكل هذه المواضيع مع موفد رئيس الحكومة وموقفنا خلال اللقاء كان بنفس الوضوح الذي أتكلّم به الآن فنحن لا نجد أن هناك حلاً سوى بحكومة أخصائيين مستقلين يتمتعون بالمواصفات التي ذكرتها وهذا ما سيتم ترجمته في مواقفنا السياسيّة إن كان بالنسبة للإستشارات أو غيرها”.

وعمّا إذا كان “سيشارك حزب “القوّات اللبنانيّة” في الإستشارات النيابيّة نهار الإثنين المقبل”، أجاب: “بالطبع فنحن بالتأكيد سنشارك في الإستشارات النيابيّة إلا أنه لناحية من سنسمي لرئاسة الحكومة العتيدة فنحن سنعقد قبل موعدنا في الإستشارات النيابيّة الإثنين بعد الظهر اجتماعاً لتكتل “الجمهوريّة القويّة” والقرار النهائي بهذه المسألة سيتخذ خلال هذا الإجتماعن إلا أنني في الوقت الراهن بصدد تجميع كل المعطيات من أجل أن أطرحها أمام أعضاء التكتل كي يكونوا على بيّنة من الأمور لنأخذ بناءً عليه القرار المناسب. لذا كي أطمئن الجميع لم نتخذ بعد القرار لهذه الناحيّة وسنتخذه خلال اجتماع التكتل”.

وعمّا إذا كان “القوّات اللبنانيّة” لا يريد إعادة التجربة السابقة أي الحكومة التي ترأسها الرئيس الحريري كما نسمع أن الشارع اليوم يرفض عودة الوجوه نفسها بالوقت الذي نرى فيه إصرار لدى بعض الأفرقاء على أن تضم الحكومة الجميع على أن تكون الوجوه السياسيّة في الحكومة غير مستفزة” أجاب جعجع: “نحن لسنا مع هذه النظريّة إطلاقاً فقد اختبرنا وجود الجميع في الحكومة ماذا يعني واختبرنا نتائجها”.

وعما إذا كان هذا الامر ينطبق على الحريري أيضاً”، قال جعجع: “الأمور للبحث، وما سأقوله الآن لا يجب أن يفسّر أننا ذاهبون باتجاه التصويت لصالح الرئيس الحريري باعتبار أن هذا القرار سيتخذه التكتل في حينه، إلا أننا عندما نقول لا للرئيس الحريري عندها يجب أن نقول لا للرئيس نبيه بري وللرئيس ميشال عون وهذه معادلة أخرى يجب أن تتخذ بعين الإعتبار في مكان ما إلا أن المهم هو جوهر القضيّة وهو أننا بحاجة لحكومة بالفعل جديدة”.

ورداً على سؤال بأن “خصم الرئيس الحريري أقرب له من حليفه فـ”حزب الله” يمد اليد للرئيس الحريري ويسهّل له مهامه في حين يقال إن “القوّات اللبنانيّة” تعقّد هذه المهام أكثر وتضع الشروط على الحريري، ما ردّكم على هذا الأمر؟، أوضح جعجع أن “الكل يعرفون تمام المعرفة علاقتنا بالرئيس الحريري ومدى عمق الصداقة التي تربطنا به إلا أن هذا أمر وتشكيل حكومة إنقاذ في مرحلة إستثنائيّة جداً يئن فيها جميع الناس من التعب والجوع والعطش أمر آخر مختلف تماماً، لذلك فنحن مواقفنا واضحة جداً لهذه الجهة فنحن إن لن يكون الأمر هو تشكيل حكومة بالفعل جديدة مؤلفة بأكملها من أخصائيين مستقلين فنحن لسنا على استعداد لتأييدها وذلك لسبب بسيط وهو أن هذه التجربة لن تنج، فهل من المقبول أن نقوم في خضم الأزمة التي نعيشها بتجربة تبوء بالفشل؟ كما أن إجراء التجارب بالناس الذين يتظاهرون في الطرقات منذ شهرين أمر غير مقبول أبداً”.

وعما إذا كان “القوّات” سيشارك في الحكومة إن لم تطبّق هذه الشروط”، أعاد جعجع التأكيد أننا “في الأحوال كافة لن نشارك في الحكومة”. وأردف: “إذا كانت الحكومة حكومة إختصاصيين مستقلين والأهم مستقلين فحكماً نحن لن نشارك فيها وبالتأكيد على كل الآخرين ألا يشاركوا فيها. وفي هذا الإطار أريد أن ألفت النظر إلى أمر مهم جداً وهو أنه لو افترضنا أن الحكومة مشكّلة بأكملها من أخصائيين إلا أن الجهات السياسيّة المعنيّة هي من سمّتهم لتولي الحقائب الوزاريّة فنحن في هذه الحال لم ننجز أي أمر ولم نغيّر أي شيء لأن المهم هو مكان قرار هؤلاء الأخصائيين، ونحن بحاجة لأن يأخذوا قرارهم من قرارة ذاتهم إنطلاقاً من المعطيات على الأرض ومن الوضع الإقتصادي والمكان الذي وصلت إليه اليوم الليرة ليروا ما يمكنهم القيام به لإنقاذ هذا الوضع، ماذا وإلا لكنا بقينا على الحكومة الحاليّة”.

وعما إذا كان “لديكم أسماء جديدة لرئاسة الحكومة غير الرئيس الحريري من التكنوقراط”، أجاب جعجع: “كل هذه الأمور للبحث في اجتماع التكتل المرتقب”.

وعما إذا كان قد تم تذليل تذليل العقدة الأساسيّة تمهيداً للتأليف بعد إعلان باسيل عدم نيّته بالمشاركة”، قال جعجع: “لا أعتقد ذلك لأنني أرى أن العقدة الأساسيّة هي أن تؤلف الحكومة من أخصائيين مستقلّين، وهذه هي العقدة الفعليّة وهذا هو بيت القصيد في الوقت الحاضر، فهل يا ترى ستقبل بعض الكتل النيابيّة بأن تأتي حكومة بهذه المواصفات، لسبب بسيط وهو أنه في الوقت الراهن هذه هي الحكومة الوحيدة القادرة على إنقاذنا، أم لا ستبقى متمسكة بمواقعها؟ يجب ألا يعتبر أحداً أن المسألة قد انتهت وبمجرّد أن يتم تكليف رئيس عتيد نهار الإثنين إن كان الرئيس الحريري أو غيره سيتم تأليف الحكومة. قطعاً لا، فمسألة تأليف الحكومة لا تزال في بدايتها لأن هناك بعض الأطراف لا يزالون يصرون بالرغم من كل ما حصل على أن يعيد التاريخ نفسه تقريباً في الدوامة نفسها عبر الإتيان بحكومة كانت تأتي سابقاتها مع بعض التجميل عبر التطعيم ببعض الأخصائيين في حين أنه إذا ما كانت الحكومة مؤلفة من أخصائيين مستقلين وفيها سياسي واحد فهو قادر على تخريبها بأكملها، وهنا لا أقصد أي سياسي كان وإنما من الذين “بفكرك منهم”.

وعمن سيؤمن الميثاقيّة للحكومة في حال لم يشارك “القوّات” و”التيار الوطني الحر” ورئيس الجمهوريّة في الحكومة، قال جعجع: “ليس على كل مفترق طرق يجب أن نطرح مسألة الميثاقيّة. المشكلة اليوم هي إقتصاديّة، ماليّة، معيشيّة وإجتماعيّة خانقة وبالتالي يجب علينا الذهاب لحل هذه المشكلة ومهما كان من هو قادر على إنقاذنا حتى لو أتت كائنات من القمر غريبة عجيبة ولديها الإمكان بذلك فلتخلّصنا. الموضوع الميثاقي ليس مطروحاً اليوم كما أنه يجب ألا يتم طرحه “عند كل مفرق”. المهم اليوم هو نوعيّة الأشخاص التي ستسمى في الحكومة العتيدة من أجل أن تتمكن هذه الأخيرة من وضع خطّة عمل وتعكف على تنفيذها بكلّ دقّة وفعاليّة كي نتمكن خلال الأشهر القادمة من الخروج من الأزمة التي نحن فيها اليوم. وفي هذا الإطار أريد أن أفتح هلالين لأقول إننا اليوم نمرّ بأزمة كبيرة جداً إلا أن هذه الأزمة قابلة للحلّ ولكن يجب على المجموعات السياسيّة التي كانت تسيطر على القرار في السلطة “تفك شوي ظغيرة” كي نتمكن من الإتيان بأحد قادر على الحل باعتبار أنه ما تبيّن أن المجموعات التي كانت موجودة في السلطة غير قادرة على الحل ولو كان عكس ذلك لما كانت أوصلت الوضع في البلاد إلى ما هو عليه اليوم. وفي هذا الإطار، أريد أن أذكّر الجميع أنه في الأعوام القليلة الماضية، عامين أو ثلاثة أعوام، كان لا يزال لدينا مدّخرات فإذا لم تستطع هذه المجموعات منع الوضع من التدهور إلى ما هو عليه اليوم كيف نتأمل أنها قادرة على تصحيحه وإعادته إلى مكانه الطبيعي؟ بالطبع لن تتمكن من ذلك. لذا المطلوب اليوم من القوى السياسيّة التي كانت تضع يدها على السلطة وعلى القرار، رفع يدها عنهما كي يصبح ممكناً مجيء أناس جدد ليوصلونا إلى شاطئ الأمان”.

ورداً على دعوة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى تأليف حكومة حكومة تكنو-سياسيّة أطلق عليها تسمية إنقاديّة – إصلاحيّة – جامعة”، قال جعجع: “أريد أن أصوّب في هذا الإطار نقطة مهمّة جداً وهي أن المجتمع الدولي يكثّف من مطالبته بالإسراع بتشكيل حكومة ولكن ليس أي حكومة، فنحن إذا ما ذهبنا غداً إلى تأليف حكومة تكنو-سياسيّة فيها من أصل 24 وزيراً ثلاثة أو أربعة أوجه سياسيّة فعندها “كان الله يحب المحسنين” أي أن الأمر انتهى قبل أن يبدأ إنطلاقاً من التجارب السابقة. كما أنني أريد أن أنوّه إلا أمر مهم آخر وهو أننا اليوم لسنا في صدد صراع فكري أو نقاش أيديولوجي أو مشاريع سياسيّة وإنما نحن في صدد مسألة عمليّة جداً حيث أن هناك أمر معيّن لا يزال يتكرّر منذ 30 عام حتى اليوم وخصوصاً في الأعوام الثلاثة المنصرمة فإذا ما ذهبنا باتجاه تكرار هذا الأمر بشكل أو بآخر، بحكومة سياسيّة أو تيكنو-سياسيّة، سنصل إلى النتيجة نفسها أي أننا لن نبقى فقط حيث نحن وإنما سنغمّق لأنفسنا أكثر وأكثر، بينما المطلوب هو أمر جديد بالكامل. أنا لا أعرف ممّا هي خائفة اليوم الكتل السياسيّة في مجلس النواب التي لا تزال تصرّ على حكومة تكنو-سياسيّة؟ فالحكومة بيدها ليل – نهار وفي هذا الإطار أريد أن أذكر أيضاً بأن أي حكومة يمكن أن يطرح مجلس النواب الثقة فيها في أي وقت من الأوقات ويسحبها منها. دعونا نجرّب هذه التجربة الجديدة لأننا جرّبنا كل ما تبقى وانظروا إلى أين وصلنا. لذا فالمسألة هذه المرّة ليست قضيّة آراء أو صراع فكري وإنما مسألة عمليّة جداً من أجل إخراج لبنان من الوضع الذي هو فيه وإيصاله إلى شاطئ الأمان وعندها يعود الصراع السياسي وصراع الأفكار قدر ما نريد إلا أن المسألة اليوم عمليّة جداً”.

وعمّا إذا كان موضوع حكومة الأخصائيين المستقلين يشكّل أزمة مع الرئيس عون الذي حدد شكل الحكومة الذي يحاول فرضه على الرئيس الحريري، وبالتالي كيف ستتمكنون من الحصول على توقيعه على مرسوم التأليف إن لم تكن الحكومة تيكنو-سياسيّة، أجاب جعجع: “نحن لسنا مع حكومة تيكنو-سياسيّة وإنما مع حكومة أخصائيين مستقلين ومن يرفض التوقيع على حكومة مماثلة هو من يتحمّل مسؤوليّته، ماذا بإمكاننا القيام أكثر من الذي قمنا به؟ كل فرد ضمن حدود موقعه يتحمّل مسؤوليّة ما يقوم به”.

وعمّا إذا ندم على القرار الذي اتخذتموه في العام 2016 خصوصاً بعد وصولنا إلى ما وصلنا إليه، قال جعجع: “لا إطلاقاً، هناك مثل في العاميّة اللبنانيّة يقول “جازة جوّزتك يا إبني بس حظ من وين بدي جبلك” نحن لا نجلس في قلوب كل الناس ولكن في كافة الأحوال هذه المرحلة سيتم ذكرها في التاريخ وليس الآن الوقت المناسب فالمهم أن نبقي تركيزنا على الوصول بأسرع وقت ممكن إلى حكومة بالفعل جديدة كي نتمكّن من إخراج البلاد من المكان الذي هي فيه الآن إلى مكان آخر أفضل إن شاء الله”.

من جهته، أكّد الوزير غطاس خوري أن “اللقاء ركّز على الوضع الحكومي وإمكانيّة تسميّة رئيس حكومة وتأليف حكومة جديدة وقمنا بجولة أفق على كل المواضيع المطروحة كما أن هناك تفاهم عميق مع د. جعجع سابق لتأليف الحكومة وان شاء الله أن يكون لاحقاً، ومتروك لد. جعجع أن يبدي رأيه في موضوع تسمية رئيس الحكومة العتيد أكان عبر اجتماع تكتل “الجمهوريّة القويّة” أو عبر الإستشارات النيابيّة نهار الإثنين”.

وعمّا إذا كانت الزيارة تصبّ في إطار بحث الرئيس الحريري عن ميثاقيّة مسيحيّة للحكومة خصوصاً بعد المؤتمر الذي عقده الوزير باسيل وإعلانه عدم المشاركة والمعلومات التي كتبت عن أن الرئيس عون لا يريد المشاركة أيضاً”، أجاب خوري: “الرئيس الحريري يبحث عن إنقاذ البلد فقط لا أكثر”.

ورداً على سؤال عن “كيف سيقوم بتأليف حكومة من دون الصوت المسيحي إن لم تسميه “القوّات” أيضاً، لفت خوري إلى أنه “إلى حد الآن لم يجر تكليف الرئيس الحريري كي نتكلّم بموضوع التأليف”.

وعمّا إذا كانت قد “أثمرت اللقاءات الأخيرة عن إمكان عقد لقاء بين الرئيس الحريري ورئيس الجمهوريّة خصوصاً أنه تفصلنا أقل من 48 ساعة عن الإستشارات”، اعتبر خوي أنه “ليس هناك ما يمنع للقاء بين رئيس الحكومة ورئيس الجمهوريّة وإن شاء الله ممكن أن يتم”.

وعن موقف قسم من الشارع الرافض لعودة الحريري، رأى خوري أننا “نسمع أن قسماً من الشارع مؤيّد للرئيس الحريري كما أننا نسمع أن هناك قسم من الممكن أن يكون رافضاً لهذه العودة، ولكن في نهاية المطاف هناك آليّة للتغيير في هذا البلد وعلينا اتباعها. لا شك في أن الأوضاع صعبة وأن إنقاذ الوضع الإقتصاديّ والإجتماعيّ صعب لذا هذا الأمر يتطلّب تظافر كل الجهود ولا يمكن أن نبقي أنفسنا محصورين في زاوية واحدة”.

ورداً على سؤال عن أن “البعض يقول إن “القوّات اللبنانيّة” تركت حليفها الرئيس الحريري في ظل هذه الأزمة واستبقت إستقالته في استقالة وزرائها من الحكومة، اليوم ما هي ضمانة الرئيس الحريري ببقاء “القوّات” إلى جانبه في المرحلة المقبلة خصوصاً في ظل هذه الإنقسامات الواضحة”، أجاب خوري: “نحن نتكلّم عن مرحلة جديدة للأحزاب السياسيّة فيها دور ولكن أيضاً هناك دور للناس التي نزلت إلى الشوارع. الرئيس الحريري وضع مسلماته وهي الإصغاء إلى مطالب الناس بالتغيير وبمحاربة كل الآفات التي أدّت إلى هذا الوضع الإقتصادي الإجتماعي بما فيها محاربة الفساد ونحن متوافقون على هذا الأمر وبالتالي الضمانة هي في أن نبقى على توافق على إنجاز مرحلة اقتصادية إجتماعيّة سياسيّة صعبة في تاريخ لبنان”.

وعما إذا كان الرئيس الحريري “رح يحلحلها” على ما طلب منه السيّد نصرالله، قال خوري: “ليس الرئيس الحريري هو من يعقّد الأمور في البلاد، فالرئيس الحريري يسعى بكل الوسائل إلى أن يكون هناك حلاً، وهذا الحل معروف وهو أعطى تصوّره له ونتمنى أن يتحقّق”.

ورداً على سؤال عن “كيف حكومة “كلّن يعني كلّن” ولكن برئاسة سعد الحريري”، قال خوري: “ما نريد أن نقوله هو أنه صحيح هناك شعار “كلّن يعني كلّن” ولكن أيضاً هناك جمهور آخر موجود في البلاد وإذا ما أردنا الحل علينا بالأخذ بعين الإعتبار كل من هم في البلد من دون استثناء أي طرف”.