أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “الشعب اللبناني يعاني، وأهالي زحلة شأنهم شأن باقي اللبنانيين يعانون أيضاً فإلى جانب “كورونا” يعانون من أزمة اقتصادية ماليّة خانقة وهذه ما كانت لتكون مشكلة لو أننا كان لدينا سلطة تبحث عما يمكنها القيام به من أجل الخروج من الأزمة فكل دول العام تتعرّض لأزمات في تاريخها كما أن كل المجتمعات تتعرّض للمشاكل إلا أن الفرق بيننا وبين دول العالم والمجتمعات الأخرى هو أنها لديها سلطات او تقوم بتغيير سلطات وتأتي بأخرى من أجل أن تبدأ بإيجاد حلول للمشاكل الموجودة إلا أن في لبنان فأبداً وللأسف لدينا سلطة جائرة متحكمّة بأرقاب البلاد والعباد وحتى هذه اللحظة لم تتخذ أي عبرة من كل انتفاضة الشعب اللبناني منذ 17 تشرين الأول حتى الآن ولم تتوقف عند أي صعوبة من التي يعاني منها الشعب وتكمل مسارها وكأن شيئاً لم يكن ولو أنه في الوقت الراهن بأوجه جديدة كنّا قد تأملنا خيراً بهم”.
جعجع، وفي كلمة وجهها إلى أهالي زحلة في ذكرى شهداء زحلة الـ39، لفت إلى أنهم “مستمرون في العمل من وراء الستار وكل الأخبار والمعلومات المسرّبة تدل على أن العمل لا يزال مستمراً على ما جرت العادة في كواليس السلطة ومن المفترض أن تصدر تعيينات في مراكز ماليّة مهمّة في الأيام المقبلة ويتعاطون معها على ما جرت العادة عندهم ويقومون باقتسام الحصص ليروا ما لـ”التيار الوطني الحر” وما لـ”حزب الله” وما لـ”حركة أمل” وما لـ”فليتان وعلتان” وكأن شيئاً لم يكن فقسم من هذه السلطة لا يهمّه أمر لبنان بأسره أما القسم الآخر فلا يعير أي أهميّة لمصير الشعب اللبناني وبالتالي هذا ما يجعل الوضع الذي نحن فيه اليوم صعب إلى هذه الدرجة”.
وأشار جعجع إلى أننا “في ذكرى 2 نيسان علينا أن اتخاذ العبر منها، فأهالي زحلة لم ينتصروا على جيش الأسد من خلال ميزان قوى معيّن فهم لم يكن لديهم دبابات وراجمات توازي نصف ربع ربع من كانوا يهاجمونهم إلا أنهم انتصروا على جيش الأسد بإيمانهم وصلابتهم وتمسّكهم بالقضيّة والتزامهم بها وبمدينتهم وأرضهم حتى النهاية وبالفعل هذا ما مكّنهم من الانتصار بالمعركة ونحن اليوم أيضاً علينا أن نبقى ملتزمين بأرضنا وإيماننا وقناعاتنا حتى النهاية من أجل التخلّص من الوضع الذي نعيشه فما من سلطة جائرة استطاعت الاستمرار وهكذا هذه السلطة الجائرة لن تتمكن من الاستمرار وكما انتصر أهالي زحلة على جيش الأسد في العام 1981 سينتصر الشعب اللبناني على هذه السلطة الجائرة عاجلاً أم آجلاً ليحل مكانها سلطة وطنيّة، فعليّة، مستقيمة، حرّة وتعمل لمصلحة الشعب اللبناني”.
وأوضح جعجع أن “محاولات إعادة جيش الأسد إلى لبنان من “الشباك” التي يقوم بها البعض إن بحجّة المصالح الاقتصادية المشتركة أو عودة النازحين خبيثة وتضرب بعرض الحائط تضحيات أهالي زحلة كما الكثر من أهالي المناطق اللبنانيّة الأخرى وبتضحيات كامل الشعب اللبناني أيضاً”.
وكان قد استهل جعجع كلمته بالقول: “عموم أهالي زحلة، أساقفة المدينة الأجلاء، النواب المحترمون وأود أن أخص بالذكر النائب جورج عقيص والنائب سيزار معلوف، المجلس البلدي، المخاتير، أعيان وشخصيات المدينة ورفيقاتي ورفاقي في حزب “القوّات اللبنانيّة”، في كل عام كنا نلتقي في ذكرى شهداء زحلة في الثاني من نيسان فهذا تاريخ لا يمكن أن يمح من ذاكرة أي أحد منّا، وها نحن هذا العام نلتقي أيضاً ولو عن بعد، ليس لأننا خمولين أو لأننا نريد البقاء في المنزل مرتاحين أو لأننا لا نريد تكفّل عباء التنقل من مكان إلى آخر بل لأنه لدينا مهمّة نقوم بها فهذه السنة نناضل كما فعلنا في العام 1981”.
وتابع: “كما ناضل أهالي زحلة في العام 1981 بوجه دبابات ومدافع وراجمات الأسد يناضلون اليوم أيضاً من خلال البقاء في منازلهم في مواجهة “كورونا” وخبثه وانتشاره، وكما انتصروا على جيوش الأسد في ذاك العام هم ينتصرون في الجولة الأولى من المعركة ضد “كورونا” واقصى تمنياتنا جميعاً وتمنياتي الشخصيّة هي أن يستمروا في هذه المواجهة حتى النهاية ليتمكنوا من الفوز في الجولات الثانيّة والثالثة والرابعة والأخيرة على “كورونا” إن شاء الله”.
وأكّد جعجع أن “أهالي زحلة خصوصاً وتقريباً جميع أهالي المناطق اللبنانيّة الأخرى دفعوا غالياً ثمن إخراج جيش الأسد من لبنان وقد حصل ذلك وأخرج من الباب ليس لكي يحاول البعض الآن إعادته من النافذة ساعة بحجّة المصالح الاقتصادية المشتركة وساعة أخرى بحجّة إعادة النازحين السوريين، في حين أنه ليس هناك شخص واحد في الكون كلّه لا يعرف أن الأسد لا يريد عودة النازحين وأكبر دليل على ذلك هو أنه لم يعمل على إعادتهم ليس فقط من لبنان وإنما أيضاً من الدول الأخرى كتركيا والأردن بالرغم من ان الاتصالات لم تنقطع يوماً منذ بداية الأزمة حتى هذه اللحظة بين الأسد والحكومة الأردنيّة والدليل على أن الأسد لا يريد عودة النازحين السوريين هو القرار الذي أصدره منذ قرابة العشرة أيام بإقفال الحدود كما تفعل باقي الدول إلا أن أحد أهم البنود التي وردت في هذا القرار هو عدم عودة النازحين السوريين في لبنان إلى سوريا في الوقت الذي قامت دول العالم كلّها بإقفال حدودها بوجه الآخرين بعد أن نادت على مواطنيها الموجودين خارج أرضها إلى العودة في أسرع وقت ممكن من أجل أن يكونوا في مأمن في دولتهم وللالتقاء مع عائلاتهم بعكس نظام الأسد الذي بقراره أكّد انه ممنوع على أي نازح سوري العودة إلى وطنه”.
وختم جعجع: “القوّات اللبنانيّة” في زحلة ودير الأحمر وبشري والكورة والبترون وجبيل وكسروان والمتن الشمالي وبيروت وعاليه والشوف وجزين والبقاع الغربي مرجعيون حاصبيا وبنت جبيل فنحن أينما كنا قوّات لبنانيّة ليس لمجرّد أن نكون قوّات لبنانيّة وإنما نحن كذلك لنقوم بإنقاذ لبنان”.