زار رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع بيت الوسط حيث اجتمع بالرئيس المكلف سعد الحريري في حضور وزير الإعلام ملحم الرياشي ووزير الثقافة غطاس خوري، خرج من بعدها جعجع ليضع اللقاء في إطار محاولة تسهيل تأليف الحكومة.
وقال: “أتيت إلى هنا لأرى إن كان بإمكاني القيام بأي أمر من أجل تسهيل التأليف وقد أطلعني الرئيس الحريري على العقبات التي تواجهه في هذا الإطار”، معلناً تضامنه الكامل مع الرئيس المكلف.
ولفت جعجع إلى أنه تداول والحريري في الأوضاع العامة للبلاد ، مؤكداً أن الطرفين مقتنعان بالتسوية التي أدّت إلى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهوريّة ولا يزالان متمسكان بها حتى النهاية خلافاً لما يحاول بعضهم تسويقه في الآونة الأخيرة”. وشدد على ان “دعمنا للعهد كامل ولا علاقة له بأي حساسيات حزبيّة وبالتالي لن نتأخر أي لحظة عن القيام بما من شأنه إنجاحه”.
وتابع جعجع: “إن الأجواء السائدة في البلاد لا تساعد على تأليف الحكومة، لذلك أعلن أننا من جهتنا سنتوقف عن خوض أي سجالات سياسيّة إن كان في ما يتعلّق بتأليف الحكومة أو أي مسألة أخرى ذات طابع حزبي ضيق حتى لو تعرّضنا للهجومات والإتهامات رغبةً منا بمساعدة الرئيس الحريري في تأليف الحكومة، إلا أننا بطبيعة الحال لن نتوقف عن اطلاق التصريحات السياسيّة المتعلّقة بالمبادئ العامة والطروحات الكبرى”.
ولفت جعجع إلى أن “الأوضاع في البلاد من الناحية الإقتصاديّة والمعيشيّة لا تتحمّل أي تأجيل لذلك على الجميع تقديم ما استطاعوا من أجل تسهيل تشكيل الحكومة ومن هذا المنطلق أعلن اننا لن نرد على أي إساءات ستطالنا وسنكمل من الناحية الأخرى بالمساعدة في حلحلة العقد التي تحول من دون التأليف إلا أن هناك مسألة واحدة لا يمكننا حلّها وهي أننا لا يمكننا أن نصغّر من حجمنا التمثيلي ولا أعتقد أيضاً أن أحداً من المسؤولين الرئيسيين في البلاد إن كان رئيس الجمهوريّة أو رئيس الحكومة أو رئيس مجلس النواب يقبل بذلك أو في هذا الوارد، عدا عن ذلك لن نتأخر بتقديم أي المساعدة في أي مسألة”.
ورداً على سؤال بشأن يمكن أن تكون التسهيلات التي يتكلّم عنها، أجاب جعجع: “إن أول تسهيل الذي سنقوم به هو أننا سنتوقف عن الرد على أي سجال باعتبار أنه لا يمكن للحكومة أن تتشكّل في ظل هذه الأجواء. أما في ما يتعلّق بمسألة الحقائب والأحجام فالإنتخابات النيابيّة هي التي أفرزتها”.
اما ادعاء “التيار الوطني الحر” بان العقدة التي تحول من دون تشكيل الحكومة هي مطالبة “القوّات اللبنانيّة” بحجم أكبر من حجمها الطبيعي، أكّد جعجع أن “العقدة ليست لدينا وإنما أنا لن أرد على أي اتهامات وأعتقد أن مسألة تأليف الحكومة هي بيد رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلف، وعليهما يقع تقييم أحجام الأحزاب باعتبار أنه لا يمكن للأخيرة تقييم بعضها البعض لذا أترك هذا الأمر بين أيديهما فهما لديهما نتائج الإنتخابات النيابيّة ويدركان حقيقة احجام الأحزاب”.
أما عن سبب تمسك “القوّات” بـ”تفاهم معراب” فيما الفريق الآخر يظهر عدم تمسكّه به، قال جعجع: “نحن متمسكون بـ”تفاهم معراب” حتى النهاية ولن أدخل في أي سجالات إلا أنني سأعيد التأكيد أن هناك من هو مسؤول عن تشكيل الحكومة ولو أنه يمكن للجميع إبداء آراءهم بذلك إلا أنه الأفضل أن تبقى هذه الآراء ضمن الغرف المغلقة وأنا أضع كل هذه المسألة بين أيدي رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلف وهما سيران ما هو الأنسب للقيام به”.
ورداً على سؤال عن معنى التسهيلات التي يتكلّم عنها في غياب أي تنازل، أكّد جعجع أن “جل ما نريده هو تأليف الحكومة إلا أن التسهيلات لا تعني أن ندع أحد الأفرقاء “يركب على ضهرنا” ولنبدأ أولاً بتوقيف السجالات من أجل المساعدة في تأليف الحكومة باعتبار أنها لا تتشكل على الطريق أو في المقاهي وإنما في غرف مغلقة بين المولجين تأليفها والتسهيل الذي نقدّمه هو أننا لا نطرّح أي رأي أو مطالب على العلن ونضع المسألة بين أيدي رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلف”.
ورداً على سؤال عما إذا كان هناك “فيتو” مطروح من قبل “حزب الله” على تولّي “القوّات اللبنانيّة” حقيبة الدفاع، قال جعجع: “لا علم لي بوجود “فيتو” علينا من أي طرف في أي مكان مجدداً التأكيد على ترك مسألة تأليف الحكومة لرئيس الجمهوريّة والرئيس المكلف باعتبار أنه لا يمكن لنا جميعاً أن نقوم بذلك”.
أما عن سبب التقارب بين “القوّات” والمستقبل” وإن كان بإيعاز سعودي، أكّد جعجع أن “السعوديين أصدقاؤنا وأصدقاء الرئيس الحريري والكثير من المرجعيات السياسية ولطالما كانوا أصدقاء لبنان إلا أن التقارب بيننا ليس بحاجة لأي إيعاز وإنما هو الأمر الطبيعي الذي يجب أن يكون قائماً وخلاف ذلك هو الأمر غير الطبيعي”.
وختم جعجع: “لن أرد على أي اتهامات باعتبار أن “يلي في مسلي تحت باطو” هو من يشعر أنه مضطر على الرد. نحن في صلب تكوين هذا العهد ومؤمنون به وسنستمر بالقيام بكل ما يمكننا من اجل إنجاحه كما يجب ألا ننسى أن هناك من يعيّرنا بأننا من أتينا بالجنرال عون إلى سدّة الرئاسة، لذا من مصلحتنا المباشرة نجاح هذا العهد”.