لفت رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع إلى أننا “في بلد تعددي أشبه بالفسيفساء وتشكيل الحكومة فيه يتطلب القليل من الوقت من أجل التمكن من الجمع بين كل المكونات وبتقديري سيتأخر تأليف الحكومة لأسابيع قليلة لا أكثر”. وقال: “نحن لسنا في صدد مشكلة لا حل لها كما أن العقد ليست سهلة جداً للحل نحن في منزلة ما بين هاتين المنزلتين”.
جعجع، وفي مقابلة مع الإعلاميّة نجوى قاسم عبر “العربيّة الحدث”، رأى أن “الأزمة اليمنيّة على مشارف الإنتهاء قريباً ولو لم يتم التدخل السعودي والإماراتي هناك لكانت سقطت تحت السيطرة الإيرانيّة في غضون أيام قليلة ما كان من شانه أن يعقّد ازمة الشرق الأوسط أربع أو خمس مرّات أكثر مما نشهده اليوم”، واصفاً قرار التدخل بـ”الحكيم”.
ورداً على سؤال عما إذا كان التصعيد الذي نشهده في المنطقة سينعكس سلباً على الداخل اللبناني، قال جعجع: “أعتقد أن أكثرية اللبنانيين لديهم من الوعي ما يكفي لاتخاذ الحيطة والحذر اللازمين عندما تتعاظم وتتعقّد السياسات في المنطقة فمع التصعيد الذي نراه في سوريا والعراق واليمن نرى أن الساحة السياسيّة الداخليّة تذهب إلى المزيد من الإستقرار مع تفاهم ضمني بين الجميع على تحييد البلاد عما يجري في المنطقة إلى حين انجلاء الأوضاع، والدليل على ذلك غياب الخطب التصعيديّة والهجوميّة في الأشهر الأخيرة، لذا أنا أستبعد أي انعكاسات سلبية للتصعيد الجاري في المنطقة على مستوى الداخل اللبناني”.
ورداً على سؤال، رأى جعجع أن “مما لا شك فيه هو أن لبنان لا يزال في دائرة إهتمامات الدول العربيّة، وفي طليعتها السعوديّة وحليفتها المباشرة الإمارات العربيّة المتحدة، إلا أن الأزمات في المنطقة حادة وملحّة جداً لذا ومن باب الأولويات أن تمنح الكثير من الإهتمام العربي”.
من جهة أخرى، شدد جعجع على أن بالرغم من استخدام بعض الساسة اللبنانيين لأزمة النازحين السوريين في لبنان من باب الدعاية السياسية إلا أن الواقع يفيد بأننا نعاني من مشكلة فعليّة في هذه المسألة باعتبار أن لدينا على الأراضي اللبنانيّة ما يزيد عن مليون نازح وقد استقبلهم الشعب اللبناني بادئ الأمر لأسباب إنسانيّة وخصوصاً أنهم كانوا هاربين من الإرهاب والحديد والنار إلا أننا اعتقدنا يومها أن هذا الأمر لن يطول عن بضعة أشهر ولكن اليوم وفي السنة السابعة لا شيء يدل على أن الحل قريب لذا يجب إنهاء هذه المشكلة بشكل سريع خصوصاً وأن هناك العديد من المناطق الآمنة في سوريا، وفي ظل تقاسم مناطق النفوذ بالشكل الذي نراه يمكن لكل اللاجئين أن يجدوا منطقة آمنة لهم في سوريا حيث يستطيعون العيش بأمان وكرامة”.
وتابع جعجع: “أنا ضد رمي الناس بشكل عشوائي وإنما تنظيم هذه المسألة باعتبار أنه ليس من مصلحة أحد سقوط لبنان لذا يجب العمل على حل أزمة النزوح ولا سيما أن بلدنا لا يستطيع التحمل أكثر من الذي تحمّله”.
ورداً على سؤال عما إذا كان متخوفاً من فتح جبهة إنطلاقاً من الأراضي اللبنانيّة، قال جعجع: “لا أعتقد أنه سيتم فتح أي جبهة من الأراضي اللبنانيّة باعتبار أن هذا الأمر لا يفيد أحداً ويرتب مسؤوليات كبيرة وخطيرة وتاريخيّة على من سيقوم بهكذا أمر خصوصاً أن الصراع الكبير الحاصل اليوم يتمحور حول النفوذ الإيراني في المنطقة وتحديداً في سوريا فالغرب يحاول إعادة النفوذ الإيراني إلى داخل الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران. ومن هنا أسأل إن كان لا يتم الرد على أي ضربة من الضربات على مسرح المواجهة المفتوح فهل من المجدي فتح مسارح مواجهة مغلقة؟ بطبيعة الحال هذا الأمر غير وارد”.
وتابع: “أعتقد أن قادة “حزب الله” في لبنان يقدّرون خطورة فتح أي جبهة من لبنان وخصوصاً أنها لن تردّ بفائدة تذكر ولا سيما أن النظرية القائلة إنه في غياب استراتيجيّة الجيوش يجب اعتماد نظريّة المقاومة قد أثبتت فشلها في الأشهر المنصرمة”.