أعرب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن سروره بلقاء الرابطة المارونية في أستراليا، مقدماً الشكر باسمه وباسم النائب ستريدا جعجع على كل الحفاوة والمحبة التي شعرا بها خلال استقبالهما.
وذكّر جعجع، خلال العشاء الذي اقامته الرابطة المارونية في أستراليا على شرفه، ان “لبنان قوي وصلب بالرغم من كل ما يدور حوله في المنطقة، ولاسيما حين كان البلد بدون رئيس للجمهورية ومع شبه حكومة والمجلس النيابي معطّل”، مشيراً الى ان “لبنان صمدَ بقوة وشفاعة قديسيه شربل ورفقا والحرديني وغيرهم”.
وقال:” بالرغم من ان جذور لبنان ضاربة في التاريخ ولا تتزعزع، ولكن يجب ان تقوم دولة في لبنان، فالوضع في بلدنا يُمكن أن يتغيّر اذا قرر الشعب ذلك، نحن لسنا بحاجة الى ثورات او الى انقلابات أو فوضى أو الى تدخل دول خارجية، اذ يكفي ان يُصمم الشعب رأيه ويتوجه الى صندوق الاقتراع وينتخب كما يجب”.
وتابع: “يُمضي المواطنون أربع سنوات بعد الانتخابات في “النق” ثم يصوتون مجدداً الى نفس الأشخاص الذين صوتوا لهم في السابق، صحيحٌ ان لبنان يتمتع بديمقراطية فعلية ولكن علينا ان نعرف كيف نمارسها، اذ يكفي ان نستعمل حقنا لنحقق التغيير المطلوب من أعلى الهرم الى اسفله، ان وضعنا ليس ميؤوساً منه، فلبنان ليس دولة فاشلة وكما شاهدتم بمجرد وصول 3 وزراء قواتيين لاحظتم الفرق الذي تمكنوا من احداثه”.
ودعا جعجع اللبنانيين ولاسيما المغتربين الى “التصويت لمن يرونه مناسباً، فغير صحيح ان الوضع ميؤوس منه، ان مسؤولاً جدياً بقرار جدي يُمكنه أن يُحسّن الوضع في البلد، وللتذكير فقط ان الرئيس بشير الجميل في عشرين يوماً قبل وصوله الى قصر بعبدا أرعب الفاسدين، اطمئنوا الوضع سوف يتحسن ولكن اللّهم ان وُجد المسؤولون المناسبون في الأماكن المناسبة”.
جعجع حث المغتربين على ضرورة التسجيل في السفارات أو القنصليات لممارسة حقهم الانتخابي او التوجه الى لبنان للاقتراع قائلاً: “انتخبوا على ضوء ما ترون، لا تصوتوا الا للشخص الكفوء الذي يملك سياسة واضحة، فمستقبل بلادكم واولادكم مرتبط بطريقة تصويتكم”.
وجدد جعجع رفضه استعمال أزمة النازحين السوريين “كمَطية لأغراض أخرى، فأفضل وصفة لعدم عودة النازحين الى بلادهم هي إدخال اسم بشار الأسد في هذا الملف، لأن طرح اسم الأسد في المعادلة يُحدثُ شرخاً لبنانياً داخلياً وكذلك شرخاً عربياً ودولياً، وهنا أكرر ان عودة النازحين السوريين هو قرار سيادي لبناني، فهذه أرضنا في نهاية المطاف ولا نريد من أحد ان يُعلمنا الإنسانية، لقد تصرفنا بكل إنسانية طيلة 7 سنوات، فنحن نعتبر دوماً ان السياسة هي تصرف اخلاقي، ولم نقبل أبداً إقفال الحدود أمام تدفق النازحين حين كانوا في خطر، ولكن حان وقت عودتهم الى بلادهم وفق طرق عملية، فالنازحون ينقسمون الى فريقين: فريق مع الأسد وفريق ضده، الأول يمكنه العودة ساعة يشاء ولكن السؤال: هل يريده الأسد أن يعود؟ فالحدود مفتوحة امام هذا الفريق ليعود الى سوريا فوراً، أما الفريق الثاني يمكنه العودة الى المناطق الآمنة في الشمال والجنوب حيث لا يجب ان نتكلم مع الأسد في هذا الموضوع، لأن من يرغب بالعودة الى الشمال نتفاوض مع تركيا لإعادته ومن يريد العودة الى الجنوب نتفاوض مع الأردن لتأمين عودته أيضاً، وكلّ ذلك تحت سقف مظلة دولية قوامها أميركا وروسيا، فالأمر ليس سحراً”.
وتمنى جعجع على وزير الخارجية جبران باسيل “بدء اتصالاته مع روسيا واميركا فوراً لنقل طلب الحكومة اللبنانية بإعادة النازحين السوريين الى بلادهم باعتبار ان الاوضاع في سوريا باتت تسمح بذلك، وكذلك الطلب من تركيا والأردن مساعدتنا في تأمين وسائل النقل المطلوبة لنقلهم الى تركيا لمن يرغب بالعودة الى الشمال أو الى الأردن لمن يرغب بالعودة الى الجنوب”.
وأردف:” ماذا وإلا يكون البعض يستخدم شعار النازحين لخدمة بشار الأسد وهذا ما نرفضه كلياً”.
وتطرق جعجع الى موضوع مصالحة الجبل التي وصفها بـ”أهم خطوة حصلت في آخر 50 عاماً لأنه في كل المعارك والحروب التي دارت في لبنان وبعد انتهاء الحرب للعوامل التي تعلمونها، لم يحصل على أثرها أي مصالحة فعلية، بينما المكان الوحيد الذي حصلت فيه مصالحة حقيقية هو في الجبل وبمبادرة طيبة من الطرفين اللذين كانا على علاقة بها وهما الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية تحت مظلة كبيرة هي البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، فمن يُقاتل هو من يُصالح وبالتالي نحن متمسكون بهذه المصالحة حتى النهاية وسنبذل كل شيء للحفاظ عليها انطلاقاً من أهميتها والوضع الذي وصل اليه الجبل من بعدها، نحن مسرورون جداً بهذه المصالحة التي تحتاج الى عمل إضافي كي يعود كل أهل الجبل الى الجبل، وهذا مطلب الجميع من مسيحيين ودروز على حدٍّ سواء، لذا اتمنى من كل السياسيين في لبنان أخذ هذا الواقع بعين الاعتبار لنعمل سوياً في هذا الاتجاه”.
وختم جعجع: “نحن كمسيحيين وبالأخص كموارنة نعيش بالإيمان، ولا تعتقدوا ان الوضع صعب، فأين هي الصعوبة مقابل ما مررنا به من مراحل في التاريخ؟ وهنا أوجّه تحية للرابطة المارونية في استراليا، وأتمنى لها التوفيق والنجاح الدائمين”.
وكان أمين سر الرابطة أنطوني هاشم رحب بجعجع وعقيلته ثم بارك المطران انطوان شربل طربيه العشاء الذي شارك فيه السفير اللبناني جورج بيطار غانم وعقيلته المحامية بهية ابو حمد ، النائب جيف لي ، النائب الأبرشي المونسينيور مارسيللينو يوسف ، الاب انطوان طعمة ممثلاً دير مار شربل ، رئيس الرابطة المارونية باخوس جرجس وراعي الاحتفال جان ناصيف وعقيلته نيسي . وشارك في المناسبة أيضاً رئيس التجمع المسيحي والي وهبه ، رئيس المجلس الماروني طوني خطار ، الأمين العام للجامعة الثقافية في العالم وسام قزي والرئيس الإقليمي ميشال الدويهي، رئيس غرفة التجارة اللبنانية الاسترالية في سيدني جو خطار، رئيسة مكتب المؤسسة المارونية للانتشار الدكتورة فاديا بو داغر غصين الى جانب زوجها رجل الاعمال جورج غصين ، عضو مجلس بلدية بانكستاون جورج زخيا بالاضافة الى مسؤولي القوات في سيدني وحشد من رؤساء الجمعيات والمؤسسات اللبنانية ورجال الاعمال والإعلام.
جرجس
والقى رئيس الرابطة المارونية باخوس جرجس كلمة رحب فيها برئيس القوات وعقيلته النائب جعجع وقال :” في البدء، نشكركم ونشكر حزب القوات اللبنانية الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، الذي عند كل استحقاق يضحي ويقدم ذاته لبناء دولة قوية، الدولة التي لطالما نحلم بها ونسعى لتحقيقها. وننوه بوزراء القوات اللبنانية وبأعمالهم المميزة في الحكومة بحيث استطاعوا، بالرغم من كل الصعوبات وأوضاع البلاد، إحداث فرقٍ واضحٍ زاد أملنا ببلدنا وجعلنا نؤمن أكثر وأكثر بقدرات اللبنانيين”.
اضاف :”نتمنى لكم خلال جولتكم الخارجية التوفيق في اهدافكم المتعددة واللقاءات مع الجاليات والكوادر حزبية في الإنتشار والتي لم تحصل سابقاً وكما نتمنى لكم فترة ممتعة في استراليا بيننا”.
وأوضح “ان الرابطة المارونية في استراليا تأسست منذ ٣١ سنة لتكون الساعد الأيمن لسيادة المطران في خدمة الرعايا، الكنائس والمجتمع الماروني والمسيحي في عدة مجالات: اجتماعية، ثقافية، دينية وسياسية في استراليا وكما اننا دائماً في التعاون مع الرابطة المارونية الأم في لبنان التي تشاركنا اليوم شكرنا لكم في هذه المناسبة التاريخية في أول زيارة الى استراليا. صحيح أن المسافة تفرقنا عن بلدنا الحبيب لبنان ولكننا زرعنا وطننا في قلوبنا لنكون دائماً الأقرب إليه ولنعمل من أجله. وهنا نذكر أن الرابطة المارونية في استراليا هي أول مؤسسة كنسية ساهمت وعملت على تسجيل الموارنة في بلدهم الأم”.
واكد “اننا جاهزون دوماً أتم الجهوزية لخدمة لبنان عامة ومسيحييه خاصةً. فوطن شربل ورفقا والحرديني لم تقوَ عليه أبواب الجحيم وبإيماننا لن نترك تلك الأبواب تقوى علينا. أجدادنا حافظوا على أرضنا، اختاروا مغاور قنوبين منازلاً لهم ومن قنوبين عدنا وانتشرنا في العالم. فنحن أولاد مار يوحنا مارون سنعمل دوماً على الحفاظ على أرضنا ووجودنا بكل الوسائل التي تتوافر لنا”.
وعن الانتخابات النيابية، قال “نحن نعمل ليس فقط على تشجيع الذين هم من أصول لبنانية على تسجيلهم والحصول على جنسيتهم اللبنانية الغالية على قلوبنا جميعاً بل أيضاً على تحفيزهم للاشتراك في الانتخابات من خلال تسجيل أسمائهم في وزارة الداخلية وانتخاب من سيعيد للبنان موقعه في العالم أي من سيجعل لبنان منارةً تفيض حضارةً وثقافةً للشرق والعالم فيبقى وطن القديسين يشع قداسةً وإيماناً في المنطقة”.
وختم جرجس “نحن في الرابطة المارونية في استراليا، نعدكم ونعد وطننا أننا لم ولن نتخلى عن أرضنا لنساعدكم قدر استطاعتنا للوصول إلى دولةٍ تليق بشعبها المناضل. سنزرع حبة الحنطة في الأرض الجيدة لتنمو ونحصدها بما فيه خيراً للبنانيين في لبنان واستراليا”.
كما القى جان ناصيف كلمة حيّا فيها جعجع وعقيلته والمطران طربيه وقال ” فرحتنا كبيرة بلقاء القائد الاول للمسيحيين في لبنان والشرق الذي يجسد آمالنا بلبنان والوجود المسيحي”.
ونوه “باتفاق معراب الذي أدى الى انتخاب رئيس للجمهورية مثنياً على عمل وزراء القوات في الحكومة لأنهم رجال دولة من الطراز الاول”.
وختم ناصيف مخاطباً جعجع “من خلال قيادتك ومسيرتك ونضالك علمتنا كيف نكافح ونعمل ونناضل مع بَعضُنَا من اجل الحرية والاهم علمتنا كيف نحب بَعضنا البعض”.
وفِي ختام الاحتفال قدم ناصيف وعقيلته الى جعجع درع المؤسسة الخيرية “مسح الدموع ” فيما قدم جرجس درع الرابطة، لجعجع وعقيلته واعلنهما عضوي شرف للرابطة في استراليا علماً أنهما عضوان في الرابطة المارونية الام في لبنان.