استقبل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب رئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض، في حضور رئيس جهاز “الإعلام والتواصل” في “القوّات” شارل جبور.
عقب اللقاء، شدد محفوض على “أن هناك إشارات مؤكدة عن قيام بعضهم بالعمل على إحداث شرخ بين “القوّات اللبنانيّة” و”تيار المستقبل” اللذين يشكلان الرافعة الأساس للحركة الإستقلاليّة في لبنان”، مشيراً إلى أن “ما حصل خلال الأيام والأسابيع المنصرمة كبير جداً ولا يزال الغموض يكتنف بعض جوانبه التي لا بد أن تتضح مع مرور الوقت”.
وأضاف: “إن ما تعرّضت له “القوّات” في الآونة الأخيرة من حملات سيقت ضدها غير مقبول على الإطلاق”.
وإذ لفت إلى انه “لم يفاجأ بصمت جعجع إزاء كل الحملات التي سيقت ضد “القوّات” والأساطير والحكايا التي تم تأليفها عن دوره بما حصل”، أكّد محفوض أن رئيس “القوّات” يعرف متى يتكلم ويقوم بوضع النقاط على الحروف فصمت “القوّات” ورئيسها هو تكتيك يخصّ القوات وحدها، والقواتيون يعرفون متى يصدرون البيانات”، مشيراً إلى أن “العلاقة بين “القوّات” و”المستقبل” ليست تحالفاً سياسياً فقط وإنما ضرورة كيانيّة وسياديّة بين المكونين الإسلامي والمسيحي في لبنان”، مشيراً الى انه “باهتزاز العلاقة بين هذين الركنين الأساسيين يهتز لبنان وسيادته واستقلاله”.
وأوضح محفوض أن “لا قطيعة بين الحزبين بالقدر الذي يتخيّله الناس وهناك اتصالات من أجل العمل على ترميم ما حصل”، مشدداً على وجوب إصدار توضيح عن الحملة التي سيقت على “القوّات”.
وقال: “ليست “القوّات” هي التي يساق بحقها حملات كالتي سيقت”، معتبراً أن “الصحافة الصفراء هي التي عملت على إحداث الشرخ”.
واستطرد محفوض:”للأسف هناك بعض الناس من ضعفاء النفوس، كما هناك بعض المستفيدين، عملوا على فك الإرتباط بين سعد الحريري وسمير جعجع”، مذكراً بالمراحل الصعبة التي اجتازتها سابقاً هذه العلاقة من الـ”سين – سين” إلى البحث في قانون الإنتخابات مروراً بـ”القانون الأرثوذكسي” وصولاً إلى التحالفات والتعيينات.
وأردف: “هذه العلاقة كانت تجتاز دائماً المراحل الصعبة من أجل الحفاظ على مصلحة لبنان فقد مرّ علينا ظروف وأوقات أصعب من التي نمرّ بها اليوم، كالتي كان يتم خلالها اغتيال قادة “14 آذار”ـ إلا أن هذه القوى صمدت ولم تهتز هذه الثنائية”، مشدداً على أن لا مصلحة لدى أحد في أن تهتز هذه العلاقة وأن نخسر بعضنا بسبب الذين عملوا على إحداث هذا الشرخ بين “القوّات اللبنانيّة” و”تيار المستقبل”.
وتابع محفوض: “هناك إمكانية كبيرة لترميم هذه العلاقة والمطلوب هو إسكات الاشخاص الذين ساقوا هذه الحملة، أو على الأقل من ساهموا فيها، كي يشعر الناس أن هناك رضى بين الطرفين والمعلومات التي يتم التداول بها غير صحيحة”، مشدداً على أن زيارته اليوم إلى معراب لا علاقة لها بلقائه البارحة بالنائب عقاب صقر في بيت الوسط. ولكن وبالرغم من عدم ارتباطهما إلا أن أموراً عديدة توضحت لي خلال لقائي في بيت الوسط وفهمت أموراً عدّة”.
ورأى محفوض “ان الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بالتعاون مع أذرعها في لبنان دفعت مليارات الدولارات واستمرت على مدى سنوات تعمل من أجل إحداث شرخ بين لبنان والمنظومة العربية وعلى رأسها المملكة العربيّة السعوديّة ولم تنجح في ذلك. فيما لم يكلفهم الأمر سوى عدد قليل من المقالات في بعض الصحف الصفراء كتبها بعض الإعلاميين الصفر من أجل تشييع أخبار خاطئة لدى الناس مفادها أن السعوديّة هي “بعبع” وتقوم بالإحتجاز وتقمع”، مشدداً على وجوب تصحيح المسار فلبنان جزء من المنظومة العربية وجامعة الدول العربيّة ولا يمكن أن يخرج عن الإجماع العربي أو أن يكون إلى جانب من يتناقضون بخلفيتهم وتفكيرهم ومنهجهم مع منهجنا وتاريخنا وتفكيرنا.
ولفت الى “ان الخروج عن المنظومة العربية لا يفيد لبنان إلا أنه لا يمكننا أن نتجاهل الأمر الإيجابي الوحيد في كل ما حصل مؤخراً وهو اننا عدنا لنتكلم في موضوع سلاح “حزب الله” مجدداً الذي يشكل الأزمة الأساسيّة لذا علينا التوقف عن التلهي في ما بيننا والتركيز على المعركة الأساس التي هي ليست بيننا وإنما في مكان آخر بمواجهة جماعة “يشغّلها” الإيراني وتقوم بالإستقواء بسلاحها مدعية أنها هي من تعيّن رئيس الجمهوريّة وتتحكم بمسار الحكومة في لبنان وتقرّر الإستقالة وتؤخر الحكومات عن التشكّل وتضع يدها على كل الوظائف الأمنيّة”.
واسطترد محفوض: “علينا أن نستفيد من التطورات ونقلب السحر على الساحر عبر اعادة طرح إشكالية سلاح “حزب الله” من جديد كي تكون شغلنا الشاغل لأنه في ظل وجود السلاح لن نتمكن من بناء دولة حقيقيّة”، لافتاً إلى أن “لا قيام للدولة بوجود دويلة إلى جانبها تقوم بالعمل ولو “سلحفاتياً” على تحقيق مشروعها ومآربها فـ”حزب الله” غير خجول بمشروعه الذي لم يتبدل يوماً، وسلاح الحزب عاد إلى طاولة البحث وعلى الرئيس العماد ميشال عون الإكمال في المشاورات التي اطلقها”.
وختم محفوض: “عملنا الأساس يجب أن يكون الوقوف في وجه هذا المشروع وعدم السماح له بالتغلغل بيننا بذريعة استقالة من هنا أو تريث من هناك”.