أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “زمن التّحجيم ولّى وجاء زمن صحة التّمثيل، ولّى زمن الظّلمة وجاء زمن النّور، فمن يستطيع أن يحجب نور الشمس عن الحقيقة بعد اليوم؟”، مشيراً إلى أن “حجم تمثيلنا الحاليّ ليس صدفة، ولا استثناء، إنّما هو الواقع الذي حرمتنا يد الوصاية وقوانينها الانتخابيّة المنحازة من تظهيره، وتكريسه وتثبيته منذ زمن”.

وأضاف: “إنّ “القوات اللبنانيّة” تحترم جميع الأحزاب والتيّارات والتلاوين السّياسيّة التي تحفل بها السّاحة اليوم، ولا تسعى لإقصاء أحد أو لإلغاء دور أحد، وكلّ ما تطالب به هو أن يحترم الغير حضورها ويكفّ عن محاولات عزلها وتطويقها، هذه المحاولات التي أثبتت فشلها في الماضي وستثبت فشلها اليوم وفي كلّ يوم من جديد”.

وقال: “إنّ العمليّة الدّستوريّة التي تشكّل الحكومة بموجبها، يجب ان تتلاقى وتتكامل مع الإرادة الشعبية التي تجسّدت في صناديق الاقتراع، لا ان تكون وسيلة للقوطبة عليها او شلّها او تقييدها”، لافتاً إلى ان “وجود “القوات” في الحكومة ليس من أجل أن تتنعّم بالمناصب وإنّما من أجل تحقيق ما ينتظره الرأي العام منها، لذا لن نقبل بأن نقايض وجودنا في الحكومة بسكوتنا عن الهدر وقلة الإنتاجيّة والفساد، لأنّ وجودنا هو أصلا لمكافحة الفساد وليس لحصد المواقع”.

وتابع: “اذا كنا نتمسّك بتفاهم معراب فليس من اجل تشكيل ثنائيات او ثلاثيات او رباعيات في الساحة المسيحية، إنما من اجل إشاعة جو من الاستقرار والتفاهم داخل المجتمع على ان يتم ّتعميمه على مستوى الوطن. نحن مع “اوعا خيّك” وللآخر ولكنّنا أيضا مع “اوعا سيادة الدولة”، و”اوعا مصالح الناس”، و”اوعا الهدر” و”اوعا الفساد” و”أوعا لقمة عيش الفقراء”. إنّ معارضتنا للهدر والفساد والصّفقات المشبوهة، لم تكن موجّهة  ضدّ وزير بعينه أو فئة سياسيّة بحدّ ذاتها، وإنّما ضدّ هذه المنظومة القائمة في لبنان منذ الاستقلال”.

كلام جعجع جاء خلال احتفال تسليم بطاقات الإنتساب لـ2650 منتسب جديد، في باحة المقر العام لحزب “القوّات اللبنانيّة” في معراب، في حضور نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان، النواب: شوقي الدكاش، عماد واكيم، ماجد إيدي أبي اللمع، الوزيران السابقان جو سركيس وطوني كرم، النائبان السابقان طوني أبو خاطر وشانت جنجنيان، الأمينة العامة للحزب د. شانتال سركيس، الأمين المساعد لشؤون المناطق جوزيف أبو جودة، الأمين المساعد لشؤون المصالح د. غسان يارد، الأمين المساعد لشؤون الإغتراب مارون سويدي، الأمين المساعد لشؤون الإدارة جورج نصر، مستشار رئيس الحزب للشؤون القانونيّة المحامي فادي ظريفة، أعضاء المجلس المركزي، عدد من رؤساء البلديات والمخاتير وحشد من اهالي المنتسبين الجدد.

وكان قد استهل جعجع كلمته بالقول: “صار بدّا، وبالحقيقة بس صار بدا كنتوا قدّا! هلّق صار بدّا انتسابات، ومتل ماكنتوا قدّا بالإنتخابات، كمان هلّق بالإنتسابات! ما أجمل اللّقاء معكم بعد عناء تعب وكدّ وسهر تكلل بالنّجاحات والإنجازات، فبهجة اللقاء في هذه الحالة أضعاف مضاعفة. لقد تعبنا فلقينا، وتلاقينا فنسينا تعبنا. وفي غمرة هذا الجوّ المفعم بالنّجاح والتقدّم والازدهار تتسلّمون اليوم بطاقة انتسابكم للقوات، وكم من شهيد ومناضل اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون، وأن يعيشوا اللحظة التي تعيشون، ولكنّهم لم يتمكّنوا، فهنيئا لكم هذه اللّحظة”.

وتابع: “من طلب العلى سهر الليالي، ومن طلب النّجاح في الميادين العامّة سهر الليالي على مصالح الناس، ومن طلب النّجاح في الانتخابات، ناضل، واجتهد، وثابر، واستعدّ. “القوات” طلبت العلى فسهرت اللّيالي، وعندما حان موعد الامتحان في 6 ايار اكرمت على امتداد لبنان. من طلب العلى عمل كالنّملة لا كالزّيز الذي تلهّى في غناء القصائد والمزايدة والانتقال من غصن الى آخر. “القوات” كانت كالنّملة في اجتهادها وكالنّمر في حصادها الشّعبيّ والسياسيّ والوطنيّ الوفير، فهنيئا لنا جميعا بذلك”.

وشدد جعجع على أن “القوّات اللبنانيّة” زرعت شهداء على امتداد الوطن فحصدت حصادا وفيرا على امتداد الوطن أيضاً: لقد زرعت شهداء في كسروان فأنبت زرعها شوقي الدكاش نائبا من ارض كسروان. وزرعت في جبيل، فأنبت زرعها زياد الحواط نائبا عن جبيل. وزرعت في تراب البقاع الشّمالي والشّرقي شهداء فزهّروا طوني حبشي نائبا عن بعلبك الهرمل. وزرعت في عكار فأثمروا وهبي قاطيشا نائبا عن عكار. وزرعت “القوات” في بشري فأنبتوا ستريدا جعجع وجوزيف اسحق نائبين عن منطقة بشري. وزرعت في الكورة فأنبتوا فادي كرم الأوّل في هذا القضاء. وزرعت في البترون فأثمروا فادي سعد نائبا عن البترون. كذلك في تراب المتن فأثمرت أرضها إدي ابي اللمع نائبا عن المتن. زرعت في بيروت فأنبت زرعها عماد واكيم وجان طالوزيان نائبين عن بيروت. كما زرعت في بعبدا شهداء فزهّروا بيار بو عاصي نائبا عن بعبدا. زرعت في عاليه فأثمروا أنيس نصّار نائبا عن عاليه. كما زرعت في الشوف فأثمروا جورج عدوان نائبا عن الشوفز أمّا أرض زحلة فغمرت بشهداء القوات اللبنانيّة فأنبت زرعها جورج عقيص وسيزار معلوف  نائبين عن زحلة. وزرعت “القوات” بشير الجميّل شهيدا للجمهوريّة القويّة، فأنبت زرعها تكتّل الجمهوريّة القوية. لقد زرعت “القوات اللبنانية” آلاف الشهداء على امتداد الوطن فأنبت زرعها عشرات آلاف المنتسبين، ومئات آلاف المقترعين من لبنان الى بلاد الانتشار، فلا خوف عليك يا لبنان”.

وقال جعجع: “أنتم تأتون الى معراب اليوم، لا لتتسلّموا بطاقة انتسابكم للقوات فحسب، وإنّما لتتسلّموا معها أمانة المناضلين والشّهداء، معطوف عليها توكيل الرأي العام وثقته بالحزب الذي تنتسبون إليه. فلكم المجد من كلّ أطرافه. صحيح أنّ “القوات” هي حزب سياسيّ تتسلّمون بطاقاته اليوم، لكنّ القوات، وقبل كلّ شيء، منظومة قيمية نضاليّة لها مبادئها وقضيّتها وأهدافها وهذا الأهمّ الأهمّ، ومن بعيد. تتسلّمون بطاقة الانتساب وهي الوزنة وانتم المحازبون الأمناء، وهذا ما يوجب عليكم مضاعفة وزناتكم، فيكون باب انتساب كلّ واحد منكم إلى القوات حافزا له لإنجاح الحزب أكثر فأكثر ولتنسيب غيره، لا أن يكون بابا يفتحه لنفسه ويقفله من بعده. إنّ حامل هذه البطاقة قد يكون مشروع شخصيّة عامّة معروفة يخدم القضيّة فوق مسرح الأحداث، تماما مثلما قد يكون مشروع جنديّ مجهول يخدم القضيّة ذاتها، وإنّما خلف كواليس هذا المسرح، وقد يكون شخصيّة معروفة ويتحوّل بعدها الى مناضل مجهول، والعكس صحيح ايضا، فكلّنا في نهاية المطاف مناضلون بأوجه متعدّدة وأسماء مختلفة ومواقع حزبيّة او رسميّة متفرّقة، نعمل لتحقيق غاية وطنيّة نبيلة، وجدت قبلنا وتستمرّ من بعدنا. صحيح أنّ القوات تسلّمكم بطاقة تحمل تاريخ اليوم فقط، لكنّ القضيّة التي تجسّدها هذه البطاقة تحمل أمجاد القرون الماضية، وتحدّيات الواقع الحاليّ، وتطلّعات المستقبل الآتي”.

وأوضح جعجع أن “القوات هي جسد وروح إذا عطّل جسدها التنظيميّ، كما حصل أيّام الوصاية، انتقلت روحها للنّضال في أبعاد لا يحدّها افق، لتعود منها بعد المحنة وتستعيد جسدها التّنظيميّ بشكل أقوى وأصلب وأفعل كما نحن عليه اليوم. مثلما شبكنا الأيدي خلف المحراث عندما دقت ساعة الاستحقاق النّيابيّ، ها نحن اليوم نلتقي عند موسم الحصاد وهو وفير هذه السّنة. شعبنا كان كريما، والقوات بتستاهل”.

واستطرد جعجع: “اليوم تستطيعون أن تطمئنّوا إلى أنّ مجتمعنا هو مجتمع ناضج واع وحكيم يمتلك قدرة التمييز بين الحقّ والباطل، بين الفاسد والنّزيه، بين الأصيل والزّائف. اليوم بالذات تستطيعون أن ترتاحوا قليلا بعد طول نضال ومشقّة وعناء، فالمهمّة انجزت والجولة ربحت، ولكن تذكّروا أنّها مجرّد استراحة محارب بعد جولة من الجولات، ليعود بعدها فيتابع مسيرته بكلّ عزم وإرادة وتصميم استعدادا لجولات واستحقاقات وتحدّيات أخرى، نحن لها بالتّأكيد”.

واكّد جعجع أن “حجم تمثيلنا الحاليّ ليس صدفة، ولا استثناء، إنّما هو الواقع الذي حرمتنا يد الوصاية وقوانينها الانتخابيّة المنحازة من تظهيره، وتكريسه وتثبيته منذ زمن. ولّى زمن التّحجيم وجاء زمن صحة التّمثيل، ولّى زمن الظّلمة وجاء زمن النّور، فمن يستطيع أن يحجب نور الشمس عن الحقيقة بعد اليوم؟ لا وجود جغرافيّا ثابتا ومتجذّرا إن لم يقترن بانتماء سياسيّ والتزام قيميّ يعطي هذا الوجود أبعاده التاريخيّة والإنسانيّة والوجدانيّة فيرسّخه أكثر فأكثر، ويجعل الدّفاع عنه ليس مجرّد دفاع عن بقعة جغرافيّة أو ملكيّة خاصّة فقط، وإنّما عن حريّة معتقد، وإرث ثقافيّ، وقيم مقدّسة، وهي قيم تبلغ بالإنسان الحرّ درجة الالتحام بها إلى حدّ الاستشهاد. إنّ الحياة الديموقراطيّة لا تستقيم من دون احزاب، هكذا هو الحال في العالم كله، وهذا ما يجب أن يكون عليه في لبنان أيضاً”.

وتابع: “إنّ العمليّة الدّستوريّة التي تشكّل الحكومة بموجبها، يجب ان تتلاقى وتتكامل مع الإرادة الشعبية التي تجسّدت في صناديق الاقتراع، لا ان تكون وسيلة للقوطبة عليها او شلّها او تقييدها”، مشيراً إلى أننا “اذا كنا نتمسّك بتفاهم معراب فليس من اجل تشكيل ثنائيات او ثلاثيات او رباعيات في الساحة المسيحية، إنما من اجل إشاعة جو من الاستقرار والتفاهم داخل المجتمع على ان يتم ّتعميمه على مستوى الوطن. نحن مع “اوعا خيّك” وللآخر ولكنّنا أيضا مع “اوعا سيادة الدولة”، و”اوعا مصالح الناس”، و”اوعا الهدر” و”اوعا الفساد” و”أوعا لقمة عيش الفقراء”. إنّ معارضتنا للهدر والفساد والصّفقات المشبوهة، لم تكن موجّهة  ضدّ وزير بعينه أو فئة سياسيّة بحدّ ذاتها، وإنّما ضدّ هذه المنظومة القائمة في لبنان منذ الاستقلال. لقد ضاعفت القوات وزناتها النّيابيّة بفضل ممارستها النّيابيّة والوزاريّة وطريقة تعاطيها بالشّأن العام كما بفضل ثقة اللّبنانيين بها، وهي ثقة نشكر اللبنانيين عليها، ونعدهم بأن نكون على قدر. إنّ وجود القوات في الحكومة ليس من أجل أن تتنعّم بالمناصب وإنّما من أجل تحقيق ما ينتظره الرأي العام منها. لن نقبل بأن نقايض وجودنا في الحكومة بسكوتنا عن الهدر وقلة الإنتاجيّة والفساد، لأنّ وجودنا هو أصلا لمكافحة الفساد وليس لحصد المواقع”.

وشدد جعجع على أن “القوات اللبنانيّة” تحترم كلّ الأحزاب والتيّارات والتلاوين السّياسيّة التي تحفل بها السّاحة اليوم، ولا تسعى لإقصاء أحد أو لإلغاء دور أحد، وكلّ ما تطالب به هو أن يحترم الغير حضورها ويكفّ عن محاولات عزلها وتطويقها، هذه المحاولات التي أثبتت فشلها في الماضي وستثبت فشلها اليوم وفي كلّ يوم من جديد. إنّ من يعتقد أنّ إقصاء القوات وعزلها وإضعافها داخل السّلطة يعزّز من قوّته ووجوده على حسابها، عليه أن يتذكّر جيّدا المقولة الشّهيرة: اكلت يوم اكل الثور الأبيض”.

واعتبر جعجع أن “فرحة فوزنا بالانتخابات ليست حكرا على القوات فقط، فبانتصارنا فرح جيل الشّباب الذي أعدنا له الأمل بهذا الوطن، وفرح العامل والمزارع والمعلّم والموظّف الذي يريد أن يعيش بكرامته، وفرح العسكريّ إلى أيّ مؤسّسة أو جهاز أمنيّ انتمى، بعد أن استعاد الثقة بعيش سيادة حقيقيّة على أرضه وأمن ناجز في المناطق كافّة.  وفرح الصّناعيّ والاقتصاديّ الذي يتوق لرؤية الإدارة خالية من الفساد، وفرح المكلّف اللّبنانيّ الذي يريد أن يعرف أين تذهب الضرائب التي يدفعها، وفرح المهاجر والمغترب الذي انتعش أمل العودة لديه من جديد، وابتهج المريض والمعوّق الذي سيلقى حقه في عناية كريمة، وفرح الأب والأمّ اللذان اطمأنّا لمستقبل أولادهما وأحفادهما، واستعاد العجز الأمل بشيخوخة كريمة، فهؤلاء جميعهم شركاء في النّصر وشركاء في الفرحة”.

ولفت إلى أن “ما تعيشه القوات اللبنانيّة اليوم هو مرحلة تحوّل حيث استطاعت، من خلال ممارساتها، أن تحدث تغييرا في مجتمعنا لناحية المفاهيم والذّهنيّات: فأكّدت أنّ التّغيير ليس مستحيلا في حال وجدت الإرادة والجدّ… وأكّدت أنّ الأحزاب حاجة ولها دورها الحاسم في الحياة السّياسيّة والوطنيّة… وأكدت أنّ قرب “القوات اللّبنانيّة” من أيّ حزب أو بعدها عنه هو رهن بمدى قرب ذاك الحزب من  مفهوم الدّولة الفعلية”.

وختم جعجع: “إنّ ما حقّقته “القوات اللبنانية” في الانتخابات النّيابيّة الأخيرة ليس إلاّ البداية، ويبقى المستقبل وعدا علينا بأن نقدّم المزيد والمزيد من الشّفافيّة، والصّدق، والأمانة، والسّهر والعمل من أجل تحقيق حلمنا في لبنان الدولة بعد أن بذلنا الكثير من أجل لبنان الوطن. على هذا الأمل تتسلّمون أمانتكم اليوم لترفدوا بجهودكم نهر النّضال المتدفّق من مئات السّنين سعيا وراء وطن لطالما حلم أجدادنا وآباؤنا به، من دون أن يتمكّنوا من تحقيقه، تاركين للأجيال اللاحقة شرف تحقيقه، وكلّنا أمل أن يكون جيلنا هو الجيل المنتظر”.

كان قد استهل الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد حزب “القوّات اللبنانيّة” ومن ثم عزفت فرقة موسيقيّة بقيادة السيدّة نسرين الحصني ديب أناشيد قوّاتيّة ليتلو من بعدها المنتسبون عهد الإنتساب على وقع نشيد حزب “القوّات اللبنانيّة”. وبعد انتهاء جعجع من كلمته قام بتسليم كل فرد من المنتسبين الجدد بطاقة انتسابه والـ”Pins” الرسمي للحزب.